عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر، فقالوا: والله ما أخذتْ سيوفُ اللهِ من عُنُقِ عدوِّ الله مَأْخَذَها، قال فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخِ قريشٍ وسيدِهم؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: «يا أبا بكر، لعلك أغضبتَهم، لئن كنتَ أغضبتهم لقد أغضبتَ ربَّك» فأتاهم أبو بكر فقال: يا إِخْوَتَاه أغضبتُكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي. أخرجه مسلم.
إن الحاضنة الحقيقية والتي نصر الله بها ثورتنا وأسقطنا معها النظام البائد، هي حاضنة الثورة، ورعيلها الأول، هم بقية الصابرين الثابتين، من تجرعوا مرارة العيش في مخيمات النزوح صابرين محتسبين، رافضين العودة إلى حضن ذلك النظام المجرم.
هم من قدموا خيرة أبنائهم فداء لدين الله من أجل تطبيق شرعه وإقامة الحكم بما أنزل، وهم أصحاب الفزعات وقت الشدائد، وأصحاب العزيمة وقت المعارك، وأصحاب الصبر على الشدائد، فتركهم إثم عظيم، وتهميشهم والتنكر لهم مغضبة لله ولرسوله وللصادقين من أبناء الشام، وعدم الاعتماد عليهم والاعتماد على بقايا النظام البائد خطر عظيم ستظهر نتائجه الخطيرة بعد حين.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبد الحي حاج حسن