صورة واتساب بتاريخ 1447 03 29 في 12.26.05 0eb33c0a

 

 

في غزوة بدر، وقع العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أسيراً في يد المسلمين، وكان في صفوف المشركين، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، قد كنت مسلماً." يقصد أنه كان يخفي إيمانه ويُظهر الكفر.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم بإسلامك، أما ظاهرك فكان علينا... فافتدِ نفسك."
لم يبرّر له النبي صلى الله عليه وسلم موقفه، ولم يقل له أحد من الصحابة: "نيّتك كانت حسنة"، بل حُوسب على ما ظهر منه، لا على ما كان يخفيه.
وعليه، لا يجوز تبرير المعصية أو الخيـانة أو مخالفة شرع الله بحجة وجود "نية صالحة" أو "خطة خفية" ضد العدو. ففي الإسلام، الغاية لا تبرر الوسيلة والعمل الذي يخالف الشرع لا تبرره دعوى النية الصالحة، بل العمل الصالح الذي يوافق أمر الله يحتاج الى نية صادقة يبتغي بها صاحبها وجه الله.
ومن العجيب أن بعض الناس يتوهّمون أنهم مطّلعون على النوايا الخفية (وخاصة نوايا الحكّام)، فيظنّون أن ظاهرهم المخالف للشرع مجرّد "خديعة" متعمّدة للغرب الكافر، وأنهم يخفون في صدورهم نوايا طيبة ومخططات ذكية لمصلحة الأمة!
لكنهم في المقابل يُسلّمون بأن العدوّ قد انطلت عليه هذه التمثيلية، بينما هم – وحدهم – من اكتشفوا الحقيقة!
إنّ بناء المواقف على الظنون، لا على الحقائق والظواهر، هو مدخل خطير لتبرير الباطل، وتزيين الانحراف.
فالشرع لا يُقيّم الأحكام على "ما يُظن" من نوايا، بل على ما يظهر من أقوال وأفعال، كما فعل النبي ﷺ مع عمّه العباس في بدر.

-----------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى سليمان
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا