
لقد كانت أميركا هي المسيطرة على المشهد في سوريا قبل الثورة، ومع بداية تفلت الأوضاع من يدها إثر اندلاع الثورة ضد عميلها بشار سارعت واستخدمت أعداءنا و"أصدقاءنا" المزعومين من أجل إعادة إحكام السيطرة على المشهد في سوريا، وكانت تسعى مع جميع اللاعبين إلى إعادة إنتاج النظام السوري البائد، إلا أن قضاء الله سبق مكر المجرمين، وخاب مسعى المتآمرين الذين أرادوا معركة محدودة بما يخدم مصالحهم وأراد الله إسقاط النظام المجرم الذي لم تسعفه كل إمكانيات الإجرام التي سُخرت له لتمكينه وتعويمه ووأد الثورة.
وحتى لا تتفلت الأمور من يد أميركا مرة أخرى، أوعزت لتركيا لضبط إيقاع الإدارة الجديدة لاستعادة السيطرة على المشهد في سوريا، ومن قرأ تصريح السفير الأمريكي توماس باراك يشعر بمكر أميركا لإعادة إحكام السيطرة على سوريا.
والخلاصة، إن ما يجري في العالم العربي والإسلامي، وبالأخص في سوريا، هو صراع حقيقي محموم متجذر بين الشعوب المسلمة والغرب الكافر المستعمر، بين عقيدة الأمة ومشروع الإسلام وبين مشروع الغرب وعقيدته الرأسمالية التي تفصل الدين عن الحياة، ولا يزال الصراع مستمراً، ولن ينتهي حتى تستعيد الشعوب قرارها وتخرج قيادة تتبنى مشروعا ينبثق من عقيدة الامة ويحقق مصالحها. ولن تنتهي هذه الصراعات إلا بإقامة حكم الإسلام ودولته، فالصراع لم ينتهِ والحروب هي مظهر من مظاهر هذه الصراعات. قال تعالى: (إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أسامة الشيخ محمد