WhatsApp Image 2025 10 28 at 4.38.43 PM 1


في طريق الوعي وخواطره لا يمكننا أبدا تجاوز مفهوم "السياسة"، وهو من أخطر المفاهيم التي يتم التلاعب بها. فالسياسة في المفهوم العام هي رعاية الشؤون، وهي عمل الأنبياء ومن سار على نهجهم، فعن أَبي هريرةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه ﷺ: (كَانَت بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، وسَيَكُونُ بَعدي خُلَفَاءُ فَيَكثُرُونَ، قالوا: يَا رسول اللَّه، فَما تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: أَوفُوا بِبَيعَةِ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ، ثُمَّ أَعطُوهُم حَقَّهُم، وَاسأَلُوا اللَّه الَّذِي لَكُم، فَإنَّ اللَّه سائِلُهم عمَّا استَرعاهُم). متفقٌ عليه.
فالسياسة هي أفعال تهدف إلى إدارة شأن ما، كأن نقول لأحدهم: ما هي سياستك في مصروف منزلك، وما هي سياستك في تربية اطفالك. وهذا يختلف عما انطبع في أذهان الناس من المفهوم الفاسد المستورد من الحضارة الغربية الفاسدة على أن السياسة هي فن التلاعب والكذب والخداع وتقديم التنازلات وتحصيل المكاسب.
والتحليل السياسي أو القراءة السياسية للأحداث موضوع آخر. أما الفعل السياسي، وهو مباشرة أعمال من شانها تحقيق مصالح الناس، فهو فعل يخضع للأحكام الشرعية. إن كان هذا الفعل السياسي يتعلق بالشؤون الداخلية أو كان متعلقاً بالشؤون الخارجية والعلاقة مع الدول، فالإسلام هو الضابط لكل أعمالنا السياسية داخلية كانت أم خارجية.
وختاما، لطالما كان الولاء والبراء عنواناً لا يحيد عنه إلا هالك.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
جهاد الكيال