
قال تعالى: (قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).
تخيل هذا المشهد العظيم، أن الماء ينهمر من السماء ويخرج من الأرض ولا عاصم إلا الله، فظن ابن سيدنا نوح عليه السلام، بعقله البشري العاجز والناقص، أنه إذا صعد إلى الجبال العالية سينجو من الغرق ومن الطوفان، ولكنه لم يعلم قوة الله وعظيم مكره وأنه لن ينجو إلا من كان في سفينة نوح مع قلة عددهم..
وهذه رسالة لنا في سوريا بعد أن أكرمنا الله بفضله وكرمه وجوده بالخلاص من طاغية الشام بشار بعد أن زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وبعد أن قال بعض الناس يوماً أن الثورة قد انتهت وقضي علينا فما عسانا نفعل يا رب.
فهل سنترك بعد منّ الله وكرمه علينا تحكيم شرع الله في كافة نواحي الحياة ونأوي لشريعة البشر ولشريعة الغرب، وهل نظن أنها ستعصمنا من الغرق؟!
هل نظن أننا بالبعد عن سفينة الفوز والنجاة التي طلب الله منا الصعود فيها، والركوب في سفينة الغرب، سننجو من الغرق في ظل أمواج الحرب على الإسلام ودين الله؟!
هل نظن أننا إذا هرعنا لجبال المجتمع الدولي سننجو من سخط الله؟!
فالموت كل الموت في البعد عن تحكيم شرع الله، والغرق كل الغرق بالقرب من شريعة البشر والسعي لرضا المجتمع الدولي.
فالنجاة هي بالتوكل على الله والعمل لتحكيم الإسلام وجعل القرآن والسنة وما أرشدا آليه مصدراً وحيدا للدستور في دولة تطبق شرع الله في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية، فالسفينة التي لا تسير على هدي لله ستغرق في سخط الله.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود النعسان