
كلنا نرى سعي الإدارة الحالية لرفع العقوبات الدولية دون مراعاة لثوابت ديننا وثورتنا، وتقديمهم مزيدا من التنازلات لكسب رضا أمريكا ومجتمعها الدولي. وفيما يخص رفع العقوبات التي كانت مفروضة على النظام البائد زعماً، فالأصل أنه بمجرد سقوطه يعني سقوطها، ولكن الغرب وعلى رأسه أمريكا يستخدمها كوسيلة ضغط على الإدارة الحالية لجعلها تقدم مزيدا من التنازلات التي لا تنتهي إلا باتباع ملتهم مصداقا لقوله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم)، في الوقت الذي كان يجب أن تنشغل بكسب رضا رب العالمين الذي أوصلهم للحكم: (ثُمَّ جَعَلۡنَٰكُمۡ خَلَٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لِنَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ).
نعم إن السعي يجب أن يكون لرب رب العالمين وتجنب عقابه، ورضا الله ورضا أمريكا ومجتمعها الدولي لا يلتقيان. فالسير في ركاب البنك الدولي القائم على الربا يقابله حرب الله ورسوله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ).
كما أن الركون لقوانين المجتمع الدولي وأممه المتحدة فيه وعيد بعذاب شديد: (وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا).
والحكم بغير ما أنزل الله يجلب ضنك العيش والذلة والمهانة: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ).
فالأصل هو تطبيق شرع الله ورفض التنازل عن ثوابت ديننا وثورتنا، فلسنا أمة لقيطة كي نستجدي حلول الغرب ودساتيره الوضعية، فرضا الله أولى وعذابه أشد: (أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود