
يتردد على الألسنة وفي وسائل الإعلام مصطلح الوطنية ومشتقاتها للإشارة إلى جعل "الوطن" المرسوم بحدود جغرافية معينة رسمها لنا الكافر المستعمر مدار تفكيرنا وانتمائنا والفكرة الأساس التي نوالي عليها ونعادي، وخصوصا أن ما أنتجته الثورة خلال مسيرها من رقي بالأفكار وتبلور للكثير من المفاهيم الإسلامية وفهم أوضح للكثير من المسائل السياسية المتعلقة بكشف حقيقة الدول التي ادعت صداقتنا زوراً كتركيا وغيرها، فكل تلك المنظومة من الأفكار قد باتت اليوم تشكل عقبة كبيرة أمام الكثير من السياسات المراد تطبيقها في سوريا، كفرض التعايش السلمي مع القتلة و الشبيحة، أو قتل فكرة الإسلام العالمي الممتد، أو تبرير ما حصل وما سيحصل من تنازلات قادمة بحجة المصلحة الوطنية، أو قتل فكرة الجهاد التي تجعل من التحرك لنصرة فلسطين أمرا واجبا، ومن نصب العداء لأمريكا أمرا محتوما. كل هذه السياسات يتوقف تطبيقها على تمكين مفهوم المواطنة وترسيخه في الأذهان من خلال مناهج التعليم والصحف وعبر ألسنة المؤثرين المدعومين.
كل هذا يضعنا أمام تساؤل واحد، هل ستعود هذه الأفكار من سلة القمامة لتملأ عقول أبناء أمتنا من جديد بعد أن بُذلت الدماء لتخليصنا منها؟
إن الواجب علينا الحفاظ على فكرنا وقناعاتنا ومبادئنا وتوريثها إلى أولادنا أمام هذا التيار الفكري المدعوم وكل هجمات الغرب الفكرية والسياسية والعسكرية، وأن نسعى جاهدين لتحصين أنفسنا بحكم الإسلام ودولته، ففيه وحده العزة والصفاء والنقاء.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبد الحي حاج حسن