
ورد في الصَّحيحينِ مِن حَديثِ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: "لمَّا رجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الخَنْدقِ وضَعَ السِّلاحَ، فاغتَسَلَ، فأتاهُ جِبريلُ وهو يَنفُضُ رَأسَه مِن الغُبارِ، فقال: وضَعْتَ السِّلاحَ؟ واللهِ ما وضَعْناهُ، اخْرُجْ إليهم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فأينَ؟ فأشار إلى بَني قُرَيظةَ"، فأرادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حثَّ النَّاسِ على السَّيرِ والإسْراعِ إليها، فقَالَ: "لا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ العَصْرَ إلَّا في بَنِي قُرَيْظَةَ".
كان جبريل عليه السلام يذكّر النبي صلى الله عليه وسلم أن القتال لم ينتهِ بعد وأن النصر لم يكتمل بعد، فلا بد من استئصال بني قريظة فلم تضع الحرب أوزارها بعد وأن الجهاد لم ينتهِ وأن النصر النهائي لم يتحقق بعد، ولا بد من الاستمرار في القتال حتى النصر الكامل على الأعداء.
واليوم في سوريا، وبعد أن سقط هذا النظام المجرم بفضل وكرم من الله تبارك وتعالى، هل وضعنا لامتنا وتركنا الجهاد وتركنا أهلنا في غزة تحت حراب كيان يهود المجرم؟!
نعم إن زوال طاغية الشام هو فضل عظيم من الله به علينا، ولكن لا بد من الاستمرار في الجهاد حتى استئصال رأس الأفعى كيان يهود وتحرير بيت المقدس وإقامة دولة الإسلام التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهل وضعنا السلاح جانبا لنقول لأهلنا في غزة: دعونا في تجارتنا وحياتنا وشؤوننا؟!
فإن وضعنا لامتنا فإن الملائكة لم تضع لامتها، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل). وإن النصر النهائي والكامل والعظيم هو يوم نقيم حكم الإسلام في دولة تحرك الجيوش لندخل بيت المقدس، مهللين مكبرين، نطأ كيان يهود بأقدامنا محررين، وننادي بأعلى صوتنا: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)، وعسى أن يكون ذلك قريبا.
قال عليه الصلاة والسلام: (لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ، فيقتلُهم المسلمون، حتى يختبئ اليهوديُّ وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ ورائي، تعالَ فاقْتلْه، إلا الغَرْقَدَ، فإنه من شجرِ اليهودِ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود النعسان