549549799 122145591752719924 2455178077968293331 n

 

خبر وتعليق:
قمة العجز.. بيانات بلا فعل أمام العدوان!


الخبر:
أدانت القمة العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة عدوان يهود على قطر، ودعت إلى تحرك دولي عاجل. وأكّد البيان الختامي للقمة، أنّ هذا العدوان، وما رافقه من ممارسات عدوانية تشمل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والحصار، يشكل تهديداً خطيراً لفرص تحقيق السلام والتعايش في المنطقة.

وشدّد القادة المشاركون على تضامنهم المطلق مع قطر ودعمهم لكلّ الخطوات والإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها وسيادتها واستقرارها، معتبرين أنّ الاعتداء على دولة تلعب دور الوسيط الرئيسي في جهود وقف إطلاق النار في غزة يمثل تصعيداً خطيراً وعرقلة مباشرة لمساعي الوساطة وصنع السلام الدولية.

التعليق:
منذ هدم الخلافة تغيّر حال الأمة تغيراً جذرياً، ليس على مستوى المعيشة فحسب، ولا على مستوى العلاقات بين الدول، بل تغيّر حتى أسلوب التعامل مع القضايا الإسلامية الطارئة. ففي سنوات ماضية، كانت ردود الفعل تحمل من العزة والكرامة ما يُرهب الأعداء، حتى إن الأمم كانت تخشى بأس المسلمين، ولم يكن المسلمون يسكتون عن مظلمة ولو كانوا في أضعف أحوالهم.

كان أي اعتداء يُرتكب على مسلم يحرك جيوشاً جرارة، لأن المفهوم آنذاك كان واضحاً؛ حرب المسلمين واحدة وسلمهم واحد، وعليه كان السلوك.

واليوم نقف على نقيض ذلك فقد أصبحنا منخفضي الظهر، والجميع يسعى لأن يمتطينا! لقد انكشف ضعف ردّة فعلنا تجاه التعديات؛ فالقمة لم تأتِ إلا ببيان استنكار، فيما مشاهد الدماء والأشلاء لم تحرّك موقفاً جدياً. بل إن المجازر وقعت والقادة مجتمعون، منهمكون في تمجيد بعضهم بعضا.

لقد اجتمعت الجوقة نفسها التي سلبت العزّة عن الأمة، وقد حُدّد سقف كلامها قبل أن تنطق، اشجبوا واستنكروا وافعلوا ما شئتم في حدود هذه المترادفات، لكن لا تتجاوزوا إلى ما يصنع الرجال. لقد جُرّب هؤلاء على مرّ عقود، فلم يقدروا على أكثر من ذلك. ورحم الله الشيخ الجليل أحمد السمري حين سمّاهم في خطبه "قمة القمامة".

إنّ العزّة لا تأتي من وكيلٍ ولا من شغّيل، بل تأتي من حرٍّ أسلم وجهه إلى الله، يعمل بما أمره الله وبنظام ارتضاه، فهي عزّة نابعة من فكرة مبدئية ربّانية، لا من أفكار مستوردة طفيلية أو علمانية دخيلة.

وما جرى وما يجري من تعدٍّ واعتداء لا يرده إلا حرّ، أما أنتم يا أصحاب الفخامة! فبعيدون كل البعد عن ذلك. وما فينا لن يرفعه إلا حاكمٌ يحكم بأمر الله؛ خليفة راشد على منهاج النبوة، يقود الجيوش، يكسر الدروع، ويضع المعتدين تحت سلطان الحق، وإن ذلك لقريبٌ بإذن الله تعالى.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا