يتداول في اليومين الماضيين الحديث حول هدنة تبذل الجهود لإنجاحها في عموم أرض سوريا، في صدى لأعمال اللجنة التي انبثقت عن مؤتمر ميونخ برئاسة أمريكية روسية؛ والمكلفة بوضع آليات لتنفيذ البند الأبرز في الاجتماع وهو ما أسموه "وقف العمليات العدائية" مع استثناء المنظمات المدرجة على قوائم الإرهاب لدى الأمم المتحدة، وفي هذا السياق برزت عبر وسائل الإعلام تصريحات من عدة أطراف مرحبة بهذه الهدنة ابتداء من بشار أسد كما نقل المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية السورية؛ وانتهاءً برياض حجاب منسق هيئة المفاوضات والذي تحدث عن ذلك من اسطنبول وباسم الفصائل المقاتلة؛ بعد اجتماعين متتاليين مع ممثلي الفصائل أحدهما للمبعوث الأمريكي إلى سوريا مايكل راتيني؛ والآخر لحجاب مع ذات الفصائل. حجاب الذي تدرج في مناصب قيادية بارزة في حزب البعث وعلى مدى عقود، فحاز ثقة أسد الوالد والولد ومعلومة معايير الثقة في دولة العصابات الأمنية؛ التي لا تنطبق إلا على سقط القوم وحثالة الناس ممن لديهم الاستعداد أن يبيعوا أهلهم وبثمن بخس، وها هو اليوم ومن موقع جديد يمضي حجاب ومن معه من المفاوضين بمكر الثعالب؛ في مسار أوله هدن مؤقتة وآخره استسلام وخضوع وإعادة إنتاج لنظام مجرم سفاح.
يا أهلنا في الشام عقر دار الإسلام:
تحت عنوان (استثناء المنظمات الإرهابية) من الهدن سترتكب أبشع الجرائم بحقكم وبحق أطفالكم، وسيستمر القتل والتنكيل كي تركعوا على عتبات الحل السياسي الاستسلامي الذي يرسمون، وهذا ما لن يكون بإذن الله سبحانه وتعالى. فهذه هدن هشة لن تحقن الدماء ولن تسكن شيئا من الآلام، وقد اختبرتم غدر النظام وأسياده، ولن ينال من يرضى بها ويوقع عليها إلا ذل التوقيع، و صغار مساواتهم بنظام كافر أعلن الحرب على الله وعلى عباده المؤمنين. فسيروا على خطى قائدكم محمد صلّى الله عليه وسلّم وتذكروا أن ما ناله هو وأصحابه؛ من أذى وتعذيب و حصار وجوع وتهجير كان مفتاحًا لوصول الإسلام إلى شعوب وأمم تصدح مآذن مساجدها اليوم بذات الأذان الذي كان يردده بلال رضي الله عنه. فكما كان ثمرة ثباتهم ما قطفناه نحن اليوم؛ ستكون ثمار ثباتكم ما وعد به الله على لسان رسوله صلّى الله علية وسلّم في قوله: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها)، فيا طوبى لكم في الدارين ويا له من عظيم أجر تنالونه إن تحققت هذه البشارة على أيديكم، وكنتم مفتاحا لها بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقد قطعتم شوطا كبيرا في هذا الطريق فحذار من إهدار التضحيات على طاولات المفاوضات؛ عبر وفود التنازلات التي يبلغ سقف طموحها تجميل نظام الإجرام لا اجتثاثه، متوسلين الحلول الغربية التي لم تجلب لنا إلا الويلات، وكأن الأمر بيد الكفر وأهله غافلين عن قوله سبحانه: (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
التاريخ الهجري 13 جمادى الأولى 1437هـ
التاريخ الميلادي 2216م
رقم الإصدار: 01037
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا