press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢٢٠١٠٦ ٢٢٢٤٠٤

 

الحدث:
وقّع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم الاثنين 27 من كانون الأول، مشروع القانون “1605” لتفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2022، والذي تضمن عدة نقاط تتعلق بسوريا من بينها التحري عن ثروة الأسد وعائلته.
وتضمنت الموازنة التي تسمح بإنفاق دفاعي بقيمة 770 مليار دولار أمريكي، تقديم وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين، إلى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تقريرًا حول صافي الثروة المقدرة ومصادر الدخل المعروفة للرئيس السوري، بشار الأسد وأفراد أسرته (زوجته وأولاده وأشقائه وأبناء عمومتهم من الأب والأم).
وسيقدم التقرير في موعد لا يتجاوز 120 يومًا من تاريخ سن هذا القانون، بما في ذلك دخل عائلة الأسد من الأنشطة الفاسدة أو غير المشروعة بما في ذلك الأصول والاستثمارات والمصالح التجارية الأخرى، ومعلومات الملكية النفعية ذات الصلة.

الميزان:
تصريحات خبيثة تحمل في طياتها الكثير من مكر أميركا واستمرارها في مد نظام الإجرام بالمهل تلو المهل أملاً منها في إخماد ثورة الشام وتثبيت نظام عميلها، بما فيها رأس النظام نفسه ريثما تجد له بديلاً عميلاً جديداً بعد أن احترق كرته ولم يعد يلبي المطالب الأمريكية لتنفيذ سياساتها وحفظ مصالحها في المنطقة، وخاصة بعد تكشف حقائق الدعم الأمريكي عبر الأدوات والصنائع للحيلولة دون سقوط نظام العمالة في دمشق.

حيث أن هذه التصريحات تعتبر تقزيماً لإجرام أسد وسعيا لإلغاء الدعوات إلى إسقاطه، وعملا لإفراغ دعوات محاسبته من مضمونها.

فبعد كل ما ارتكبه من مجازر متنقلة توزعت على سائر ثرى الشام الطاهر، وبشتى أنواع الأسلحة المحرمة، بل المفضلة دولياً، والتي سفكت دماء أطفال الشام ومزقت أشلاءهم، بمباركة دولية ومكر أممي، نرى أميركا تستغبي الناس وتتجاهل ذلك كله لتتحدث بتفاصيل ثانوية عن ثروة عميلها واستثماراته!

إن أميركا تدرك بأن النظام شيء والأشخاص القائمين عليه شيء أخر، وأنه يمكنها الاستغناء عن الأشخاص باستبدالهم بعملاء آخرين، ولكن لا يمكنها الاستغناء عن النظام كنظام بقوانيينه وأجهزته الأمنية والعسكرية المرتبطة بها، ومن أجل ذلك تراها مستميتة في تسويق حلها السياسي المسموم الذي يعني وأد ثورة الشام وإعادة أهلها الى حضن أسد وإجرامه وبطشه.

فأميركا هي التي زعمت وقوفها مع أهلنا في مصر في ثورتهم و أوهمتهم بأن المشكلة عندهم تكمن في رأس النظام مبارك وعملت على استبداله، مع المحافظة على النظام بدستوره وأجهزته الأمنية والعسكرية، ثم مالبثت أن رأت أن مصلحتها تقتضي محاسبة من خرج في ثورة يناير على عميلها مبارك فكان أن جاءت بالسيسي.

وهاهم أهلنا في تونس، أصحاب الانتفاضة الثورية الأولى في الأمة، كذلك تم خداعهم بأن الخلاص من بن علي يحل مشاكلهم ويتوج ثورتهم، وتأخروا في إدراك أن النظام القائم بدستوره الوضعي العلماني وأجهزته الأمنية سوف يعيد لهم بن علي جديد ولكن بوجه آخر، متمثلاً اليوم بقيس سعيد صاحب الحركة الانقلابية الشبيهة بحركة السيسي في مصر.

وحري بأهل الشام اليوم أن يعوا تماما معنى حديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين).

فالحذر كل الحذر من الوقوع في الفخاخ التي نُصبت للبلاد التي ثارت وأرادت التخلص من الظلم و أحكام الكفر فوقعت ضحية استبدال حاكم عميل بحاكم عميل، مع بقاء أنظمة الدولة نفسها ودستورها العلماني الذي يعلن الحرب على أحكام الإسلام.

وإننا نجد الغرب الكافر وأدواته يحاولون بشتى الوسائل أن يحتووا الثورات ويعيدوا الطغيان إلى تلك البلاد عبر المحافظة على الأنظمة العلمانية ومنع إسقاطها وإبقاء الدستور الوضعي الذي أشقى الناس مطبقاً فيها، وإيهام الناس أن مشكلتهم هي في رؤوس الأنظمة لا في الأنظمة ذاتها، وهذا ما يسهل عليها استبدال عملاء بعملاء جدد.

وعلى الثائرين أن يعتبروا من تجارب من قبلهم، فأنصاف الثورات قاتلة، ولا خيار أمامنا سوى الاستمرار في ثورتنا في الشام لتحقيق غايتنا في إسقاط النظام واجتثاثه من جذوره وإقامة حكم الاسلام ممثلاً بدولة الخلافة الراشدة الثانية على أنقاضه.

فنسأل الله أن يقي أهلنا مكر أميركا وأدواتها وأن يأخذ بأيديهم لتتويج ثورتهم بما يشفي به صدور قوم مؤمنين.

قال تعالى:(إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد).

===
لإذاعة المكتب الاعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود