press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

art2802162

 

أعلن دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة يوم 27/2/2016 عن موعد لاستئناف المحادثات المتعلقة بسوريا في جنيف يوم 7/3/2016، وذلك بعد الإعلان عن بدء تطبيق اتفاق أمريكا مع روسيا في ميونخ يوم 12/2/2016 على وقف القتال في سوريا.

ونريد هنا أن نبرز الحقائق التي تتعلق بهذا الموضوع:

1- وقف القتال معناه إيقاف الثورة في سوريا، وهذا ما يسعى له النظام من أول يوم، فهو تلبية لمسعى ورغبة النظام السوري الذي قام بسحق الناس وقتلهم وتعذيبهم وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم لإيقاف الثورة. وعندما فشل في ذلك وكاد أن يسقط، أدخلت أمريكا إيران وحزبها في لبنان وكل عصاباتها من كل مكان منذ عام 2013، فعندما فشلوا، تدخلت هي مباشرة بذريعة محاربة تنظيم الدولة و الإرهاب عام 2014 بعد لعبة عين العرب/ كوباني، وعندما لم تحقق المطلوب في ضرب الثورة أدخلت روسيا عام 2015. أي أن الثورة بفضل الله أقوى من كل هذه القوى.

2- حركت أمريكا السعودية و تركيا للتأثير على الفصائل بمدها بالمال المسموم ودعمها العسكري المحدود للحفاظ على البقاء وليس للانتصار على النظام ومن ثم لتأتي وتوقع على المقررات، فاستطاعت هاتان الدولتان ومعهما قطر استمالة بعض الفصائل المقاتلة مثل جيش الإسلام و أحرار الشام، وساقوا ممثلين عنهم إلى مؤتمر الرياض يوم 9/12/2015 ليوقعوا مع علمانيين وعملاء آخرين ممن هم أتباع في الائتلاف السوري وغيره، ليوافقوا على مقررات جنيف و مؤتمر فينّا وقرار مجلس الأمن رقم 2118، وعقب ذلك استصدرت أمريكا قرار رقم 2254 يوم 18/12/2015، وكل هذه المقررات والقرارات تدور حول نقطة رئيسة وهي المحافظة على النظام العلماني الإجرامي وعلى مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية الإجرامية وصياغة النظام من جديد بإدخال شخصيات ممن يعتبرون من المعارضة حتى تضمن أمريكا بقاء النظام تابعا لها كما هو منذ وصول حافظ الأسد إلى الحكم وارتباطه بأمريكا.

3- عملت أمريكا على عزل كل من لا يقبل بهذه المقررات والقرارات ولا يريد أن يفاوض النظام والعمل على القضاء عليه، فقاموا بتصنيف الحركات بين معتدلة تقبل بتلك المقررات والقرارات، وبين متطرفة وإرهابية ترفض ذلك وتصر على إسقاط النظام وتطبيق الإسلام، فكانت جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية من بين هذه التنظيمات وجماعات أخرى لم يسموها، وتشمل كل من لم يقبل بمقرراتهم ويواصل الثورة، حتى تواصل أمريكا عملها في إخماد الثورة والقضاء عليها.

4- إن أهل سوريا ليسوا التنظيمات الموجودة وقد وصلت أعدادها إلى المئات بين صغير وكبير ومن ثم تتحالف وتشكل تنظيمات كبيرة، فهذه التنظيمات كلها برزت بعدما ثار أهل سوريا بشكل عفوي على النظام العلماني الإجرامي، وأرادت أن تعبر عن أحاسيس الناس ورغباتهم بالعمل على إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام. فإنّ تنازل البعض منها ليس معناه أن أهل سوريا استسلموا وخضعوا، بل إن الذي تنازل قد أصبح لا يعبر عن أحاسيس الناس ولا يقول بلسانهم ولا ينادي بما ينادون له، فيسقط، ولا يسقط الشعب، فالشعب السوري قام عن وعي ضد النظام وكسر حاجز الرعب الذي فرضه عليه نظام آل أسد البعثي طوال أربعة عقود، وقد ذاق من الويلات ما ذاق، فلا يمكن أن يستسلم بإذن الله رغم كبر المؤامرات ورغم ما تعرض له من مآسٍ.

5- ولهذا فإن محاولات أمريكا جادة لإيقاف الثورة تحت مسمى وقف القتال، وقد وضعت كل ثقلها في موضوع الشأن السوري لإيقاف الثورة بكل ما أوتيت من سبل، ولذلك قال الرئيس الأمريكي أوباما يوم 26/2/2016 بأن "الولايات المتحدة ستعمل كل وسعها لإنجاح وقف إطلاق النار في سوريا رغم الشكوك الكبيرة حول ما إذا كان الاتفاق سيصمد.. وإن الأيام القادمة ستكون مهمة وسيتابع العالم ما سيحدث. وإن الولايات المتحدة وشركاءها سيمضون بلا كلل في حملتهم على المتشددين". وقد هددت على لسان وزير خارجيتها كيري يوم 24/2/2016 بأن "هناك مناقشة مهمة تجري الآن بشأن خطة بديلة إذا لم ننجح على الطاولة". وشكوك أوباما تأتي بعد تجربته المريرة مع هذه الثورة المباركة التي أعيت أمريكا ومن معها، فسوريا بالنسبة لأمريكا مسألة مصيرية، فنفوذها معرض للخطر منذ خمس سنوات. فهي تنظر إذا ما نجحت هذه الخطة فعندها تركيا والسعودية ستحركهما عند اللزوم لتنفيذ مهمات قذرة لطعن الثورة طعنات غادرة أخرى، ربما تسمح لتدخلهما بذريعة حماية الجماعات المعتدلة ومحاربة تنظيم الدولة.

6- استثنت أمريكا الجماعات الإسلامية الرافضة لمقررات مؤتمراتها في جنيف وفينّا والرياض وقراراتها التي استصدرتها في مجلس الأمن وقد وصفت تلك الجماعات بالمتطرفة والمتشددة والإرهابية. لأن وجود هذه الجماعات يعرض نفوذها للخطر، وما دامت تلك التنظيمات مستمسكة بالإسلام وإقامة حكمه فإن أمريكا لن تنجح في المحافظة على نفوذها والنظام التابع لها. وهي في حرب مع المبدأ الإسلامي الذي أطلقت عليه اسم الإسلام السياسي لتغطي على حقيقة حربها على الإسلام حيث ادعى أوباما كذبا يوم 18/2/2016 بأن "الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام" وهي تخوض هذه الحرب فعلا، ولكن تغطي على ذلك بأنها في حرب على الإرهاب و التطرف
و التشدد. وتريد الإسلام الذي يخص الناحية الفردية وليس له علاقة بالدولة وبالسياسة وكافة نواحي الحياة. وذلك حسب العلمانية التي تفصل الدين عن الحياة و السياسة والدولة.

7- إن أمريكا ليست إلهاً! حاشا، لا إله إلا الله، وهو الذي خلق أمريكا وقوتها وهو قادر على إزالتها وهزيمتها، ولكن إلى حين، فالله أراد أن يبلو المؤمنين حتى يميز الخبيث من الطيب وحتى يفضح الكاذبين وغير الصادقين منهم، ويظهر المؤمنين الصادقين والمخلصين فيهزموا أمريكا وأولياءها وحلفاءها ويطردوهم من أرض الإسلام لتبقى خالصة مطهرّة من أهل النفاق، وكل ذلك له قدر مقدر من قبله لا يعلمه إلا هو فيجب التوكل عليه حق التوكل وعدم الخوف إلا منه. فهو القائل: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور

18 جمادى الأولى 1437هـ
2716م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/35733