press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٢٢٥ ٢١٠٨٥٩

 

في هذه الأيام العصيبة على أمة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وعلى البشرية جمعاء وفي هذه الذكرى الأليمة "الذكرى المئة على هدم الخلافة" هذه الذكرى التي تقض مضجع كل شريف وكل غيور، وتستنهض همم المعذبين والمشردين لإقامتها، لابد من قليل من الكلام الهادف البناء عن السبب الذي أوصلنا إلى هذه الحال ولابد من قراءة منصفة لتلك الأسباب والعمل أيضاً على تخطيها فنتخطى بذلك عتبة الذل الذي نعيشه اليوم إلى سدة الكرامة التي ذاق طعمها أجدادنا من المسلمين ورعاياهم من أهل الكتاب عندما كانوا في ظل خلافة على منهاج النبوة.

تعود القصة المؤلمة أحبتي إلى مئة عام مضت أو قبلها بقليل عندما تكالب الشرق والغرب من ملل الكفر على شرف المسلم وعزته وعلى شرع الله وحكمته وعلى الفطرة السليمة ومنابعها.
عندما اجتمعوا على إسقاط الخلافة الإسلامية التي حطت آخر رحالها في كنف العثمانين الذين استلموا زمامها من العباسين بعد أن وصلت لحالة متردية فنهضوا بها نهوضاً عظيماً وتحدوا بتلك الخلافة دول العالم وأدبوا كل متعال على شرع الله وكل شيطان إنسٍ يريد أن يطفئ نور الله، ولكن إن سنة الله قائمة، فقد روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة. فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت.

فهذا الحديث المشهور الذي يبين حتمية انتهاء حقبة الخلافة بعد وصولها إلى نهاية الحكم العاض فكذلك يبين حتمية إقامتها وعودتها على منهاج النبوة والخلفاء الراشدين.

فلقد هُدمت بعد أن تآمر المتآمرون من عُرب وعجم وتشارك العملاء مع أسيادهم من دول الغرب وعلى رأسها بريطانيا، على إسقاطها وبالفعل تم هدمها قبل مئة عام من هذا التاريخ
هُدمت وهُدم معها كرامة المسلم وهُدم معها دموع العاقلين وقلوب المؤمنين ليتحول حالنا من حال مع الله إلى حال يرثى لها لتصبح أمة محمد لقمة سائغةً في فم كل متعجرف وكل جعظري وكل متكبر ومتشدق ومنافق.

فها هي قنوات الإعلام مفتوحة لكل من يريد أن يطعن بدين الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن أنها استخدمت هذه القنوات لإذلال المسلم وسب نبيه وتسفيه دينه، حتى أصبحنا حفايا عرايا تلفحنا ريح الديمقراطية الفاسدة التي أولغها الغرب في مجتمعنا وألزمنا إياها كعقوبة على كلمة قلناها ألا وهي "ربنا الله"، واستمر بنا الحال ولطمتنا الأمواج من شط إلى شط، وكأننا قشة يحملها البحر لا وزن لها ولا قيمة وبين الفينة والفينة لا بد من خدائع ومكائد يسوغها الغرب بطريقته ويخدع بها المسلمين تحت مسميات براقة جذابة كالجامعة الإسلامية مثلاً، والديمقراطية والمدنية وغيرها من المسميات التي تحمل في طياتها عبودية وذلاً للمستعمر وسوطا وظلما على المسلمين.

وكل ذلك لإبعاد فكرة وفرضية وضرورة عودة الخلافة عن عقول المسلمين ليبقوا مشتتين تحت رايات مزيفة باطلة مأجورة لا تقيم لشرع الله قائمة بل تُخضِعهُ لمعالجات عقلية بائدة حتى يبقوا هم أسيادا بلا سيادة على أمة استلمت في العالم فيما مضى القيادة والريادة.

نعم وبلا شك قاموا بزخرفة هذه التكتلات الزائفة وأعطوها لمعانا وبريقا حتى أصبحت كقصر منيف ولكن ما في داخله ظلم وجور وتغييب لشرع الله وأحكامه وتغييب لخلافة راشدة وعدنا بها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
نعم وبلا شك إن الحياة في طاعة الله في ظل خلافة تطبق شرع الله مهما كانت أحب من متاع الدنيا الزائل وزخرفها الفاني.

وأن أعيش في ظل خيمة سقفها حكم الله في ظل الخلافة أحب إلي من أن أكون سيدا في قصر سقفه الديمقراطية.
لقد آن الآوان لأمة محمد أن تستعيد ميراثها وتقود العالم قيادة سياسية مشرفة وبحكمة ربانية فائقة عن طريق إقامة الخلافة الراشدة الثانية التي تقض مضجع كل فاسد تسلق على أكتافنا وكل مستعمر يتلاعب بديننا.
نعم قد آن أوانها وطل زمانها
فهيا بنا نقيمها ليرضى علينا ربنا ونخرج بها من ضنك الحياة الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: "ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكى".
وقال أيضاً: "مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
أسامة اليوسف