publications-hizb-ut-tahrir-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

يسعى المبعوث الأممي-العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، من خلال تقديم اقتراح "هدنة العيد"، إلى إحداث خرق في جدار الثورة المسدود في وجه كل المحاولات الأمريكية لاستيعابها. واقتراحه هذا يقوم على أن يتم الاتفاق بين الإبراهيمي وبين النظام السوري على أن يبادر هذا النظام إلى وقف آلة القتل خلال ثلاثة أيام عيد الأضحى، وبينه وبين أهل سوريا الثائرين بأن يستجيبوا لهذا الاقتراح ويتوقفوا عن قتال النظام. وعن الهدف من هذا الاقتراح قال الإبراهيمي نفسه: " التوصل إلى هدنة سيكون خطوة نحو هدنة أشمل، ووقف تدفق الأسلحة من الخارج، وسحب الأسلحة الثقيلة، ثم التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية". إن اقتراح الهدنة هذا هو خطوة في خطة. وعن هذه الخطة نقلت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية أن الإبراهيمي وضع خطة لنشر قوة لحفظ السلام في سوريا قوامها ثلاثة آلاف جندي مراقب، على غرار قوات اليونيفيل في لبنان.

إذاً، هناك خطة للإبراهيمي، وتقوم خطوتها الأولى على قبول الناس في سوريا الثائرة بهدنة يخف فيها القتل بحيث يشعر الناس بالفارق ما يشجعهم على القبول باستدامتها، وبالتالي القبول بإجراء حوار بين المعارضة والنظام يبحث في الحل، ولإنجاح ذلك ولاستيعاب الانفلاتات الأمنية أثناء الحوار يتم التوافق دولياً على أرسال قوات دولية لحفظ السلام. إذاً، الموضوع ليس "هدنة العيد" وإنما خطة سلام متكاملة.

والناظر في هذه الخطة يرى أنها لم تخرج عما عرضه النظام السوري من حل من قبل بهذا الشأن، وهي خطة يصورون أن نجاحها ينبني ابتداء على التفضل بموافقة النظام السوري المجرم على وقف القصف، وهي خطة سيكون النظام السوري أحد أطراف الحوار من أجل الحل وتحديد مستقبل سوريا؛ لذلك سرعان ما أعلن "بومة النظام" جهاد مقدسي أن دمشق على استعداد للتعامل بإيجابية مع أي مبادرة من شأنها إنهاء أعمال العنف في البلاد قائلاً: " إن نجاح أي مبادرة يتطلب تجاوب الطرفين"، وتمنى النجاح للإبراهيمي قائلاً في 19/10: "نحن نريد التهدئة، ليس كرمى لعيون أحد، بل لأننا نريد تهدئة الوضع للوصول إلى حل عبر الحوار" وكذلك هي خطة أيدتها أمريكا ورفع عملاؤها من الحكام عقيرتهم بتأييدها من تركيا إلى إيران إلى مصر إلى جامعة الدول العربية إلى العراق إلى لبنان إلى المجلس الوطني... ومعلوم ما يحمل هذا الاقتراح من السير في تشكيل حكومة انتقالية تشرف على المرحلة الانتقالية التي ينوون فيها سرقة الثورة في سوريا تماماً كما سرقت في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن... ومعلوم كذلك ما في هذا الاقتراح من إنقاذ لرأس النظام المجرم حيث سيصبح ما ارتكبه من جرائم مهولة موقفاً مبرراً لوجهة نظر وليس إجراماً.

إن اقتراح "هدنة العيد" أنما هو اقتراح خبيث فيه مكر الثعلب الذي أقنع الديك بإغلاق عينيه حتى يأكله، وخفيف ليقبل الناس به وتجر رجليهم إليه بسهولة، وخطر لأنه منزلق يكفي أن يخطو الناس فيه خطوة واحدة حتى يقعوا في هوَّته؛ لذلك فإنه لا يستبعد أن يزيد النظام السوري المجرم من إجرامه قبل العيد حتى يوجد عند الناس دافعاً قوياً لقبول هذا الاقتراح، وأن يخفف من إجرامه خلال أيام العيد الثلاثة حتى يحس الناس بالفارق.

أيها المسلمون الصابرون الصامدون في سوريا الأبية:

لا يهولنَّكم ما حذر منه الإبراهيمي وهو في لبنان من أن "الأزمة السورية ستحرق الأخضر واليابس إذا لم يتم احتواؤها" في إشارة واضحة إلى أنه سيصيبكم ما أصاب لبنان من حرب أهلية ودمار، فكأنه بهذا القول يريد أن يقول لكم: "إما الحل الأمريكي أو الحرب الأهلية"؛ فمثل هكذا خطة يشترك النظام السوري المجرم في إنجاحها على طريقته الإجرامية المعهودة، وسيعتمد الإبرهيمي نفسه على شدة إجرام النظام السوري قبل العيد وخفته خلال العيد؛ ما يشير إلى أنهم شركاء في هدر الدم السوري الزكيّ.

أيها المسلمون المخلصون في سوريا الحبيبة:

إننا لا نخاف عليكم الاستسلام، فأنتم الأبطال الأبطال، وبطولتكم المستمدة من إيمانكم بالله لا يغلبها غالب بإذن الله؛ ولكننا نخاف عليكم المكر والتآمر من رجل المهمات الأمريكي، ولولا أنه كذلك لما استمرت أمريكا بالاعتماد عليه؛ فحذارِ حذارِ منه. واعلموا أنه لا عاصم لكم إلا أن تعتصموا بالله وحده، باستمداد العون منه وحده، والتزام شرع الله وحده في حل مشاكلكم. وإن الإسلام قد وضع حلاً لا يجوز رفضه، إنه إقامة الدين بإقامة نظام الخلافة ذلك النظام الرباني العادل، لا إقامة نظام الغرب الوضعي الظالم القائم على الديمقراطية الضالَّة المضـِلَّة، والرأسمالية الفاجرة المتوحشة، تلك البضاعة الأمريكية المزجاة التي يحملها إليكم الإبراهيمي. قال تعالى: ]أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[.
4 ذو الحجة 1433هـ
20/10/2012م

حزب التحرير
ولاية سوريا