publications-hizb-ut-tahrir-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

syrw050614

pdf

في ظل أجواء الحرب المأساوية الحاقدة التي يشنها السفاح بشار على المسلمين في سوريا، وهم عامة أهل البلد، والتي جعلت منهم قسمين: لاجئين ونازحين في المناطق التي هي خارج سيطرته، وآخرين خائفين أشبه ما يكونون بالأسرى في مناطق سيطرته... وفي ظل أجواء أمنية قهرية تهديدية تعكس طبيعته الديكتاتورية وعادته التزويرية، أجرى النظام السوري المجرم في 3/6/2014م انتخابات رئاسية مزعومة في مناطق سيطرته فقط. وهي بالرغم مما قيل عنها إنها "انتخابات تعددية هي الأولى في سوريا منذ نصف قرن" إلا أنه لم يُقبل للترشح أمامه سوى مرشحَين ممن يوالونه، وأقل ما يطلق على كل واحد منهما اسم "التيس المستعار". أما النتائج التي أُعلن عنها وهي 88,7%، فهي محسوبة من قبل، وليس لها علاقة بأية نتائج حقيقية.


تأتي هذه الانتخابات وسط صخب وتحدٍّ أن بشار ما زال هو الرئيس الشرعي، وأنه قويٌّ ومدعوم، وأن الوضع بوجوده مرشح للاستمرار بمآسيه لسنوات... ووسط فرض حظر دولي تقف وراءه أمريكا بمنع تزويد المعارضة بالسلاح النوعي بحجة الخوف من وقوعه بيد الإسلاميين الذين يسعون لإقامة دولة الخلافة؛ وذلك لإيصال الناس إلى الاستسلام للحل الأمريكي الذي يقوم على:

أولاً: أولوية إيجاد اقتتال داخلي بدعم إقليمي وتخطيط أمريكي موجه ضد الإسلاميين الذين يسعون إلى إقامة دولة الخلافة.

ثانياً: رفع مكانة ائتلاف الجربا أمام الناس في الداخل بكثرة الوعود له بتزويده بأسلحة نوعية لإحداث توازن على الأرض مع جيش الطاغية، وهذا ما أكده صراحةً وبدون حياء وزير الدفاع أسعد مصطفى في حكومة الائتلاف قبل شهر من أن "بعض العواصم العربية، والخليجية على وجه التحديد، بادرت إلى الاتصال بالإدارة الأمريكية، وتحدثت معها كثيراً عن أهمية تزويد الجيش الحر بأسلحة نوعية..."، وكل ذلك لتصوير الائتلاف كأنه المنقذ من جيش الطاغية، وذلك كمدخل للناس في سوريا لقبول الائتلاف بديلاً لبشار.

ثالثاً: إعفاء أمريكا لبشار من الحكم وتسليمه إلى من يتم الاتفاق عليه بعد ضمان أن يكون الحكم علمانياً ديمقراطياً تعددياً.

وهكذا فإن الحل الأمريكي يكون قد قام على إيجاد حالة من الاقتتال الداخلي الذي يضعف جبهة المسلمين الداخلية أكثر وأكثر لمصلحة الحل الأمريكي، وعلى التعامل مع المجرم بشار كشريك حل، وعلى استبعاد الحل الإسلامي المتمثل بإقامة دولة الخلافة الإسلامية بالقوة، وعلى فرض الحكم العلماني الكافر، وعلى تسليم الحكم إلى عملاء أمريكا الجدد الذين سيحلون مكان عميلها القديم بشار. ويذكر أن كل هذا الذي ذكرناه سيتم برعاية أمريكا خطوة خطوة حتى لا تتفلت الأمور من يديها.


أيها المسلمون المرابطون في سوريا الشام المباركة:


إن أمريكا تسير وفق خطة محكمة وضعها أبالسة السياسية الأمريكية، وهي تدفع باتجاه تنفيذها خطوة خطوة بشكل لا يُظهر خطورة ما تطلبه. وكذلك فإن الدول الإقليمية والخليجية على وجه التحديد تخشى الخلافة والعاملين لها، لهذا فهي تسير بخط موازٍ لتحركات أمريكا ضد الفصائل الإسلامية المخلصة... وبناء عليه فإن على المسلمين في سوريا، وبخاصة الفصائل المسلحة المخلصة، أن تحذر كل الحذر مما تطلبه منهم هذه الدول الخليجية، وأن يواجهوا هذه الخطة الأمريكية الماكرة بخطة إسلامية محكمة كما يرشدنا إليها كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم:

أولاً: أن ينطلقوا في عملهم من منطلق إيماني صرف ابتغاء مرضاة الله وحده ولو سخط الناس جميعاً.

ثانياً: أن يجتمع عملهم على نصرة العاملين الصادقين لإقامة دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة كما اجتمع الأنصار على نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لإقامة دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة.

ثالثاً: أن يواجهوا جرائم النظام بتوحيد صفوفهم على أمر الله وحده دون أن يتنازعوا فيما بينهم ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، وليحذروا من أن يقاتل بعضهم بعضاً كما يخطط له أوباما، ويحرصوا على ابتكار أساليب للمواجهة تدخل الرعب في قلوب أعداء الإسلام والمسلمين.

رابعاً: أن يعتبروا أن كل مد يد للخارج وطلب الاستعانة به هو انتحار وأي انتحار، وهو بمثابة الاستعانة بالشيطان الرجيم، وأن يعلموا أن النصر لا يأتي إلّا مع الاعتصام بأمر الله العزيز الحكيم فالنصر لا يأتي إلّا من عند الله وحده، ولا يأتي إلّا للقلة التي تعتصم بأمره وحده. وخامساً: أن يسير عملهم مع مشروع سياسي إسلامي ليصل الإسلام إلى سدة الحكم، لا أن يصل الإسلاميون إلى كرسي الحكم ويتركوا الإسلام خلفهم!


أيها المسلمون المرابطون في سوريا الشام المباركة:


اعلموا أن كل ما ذكرناه متوفرٌ والحمد لله في سوريا، وهذا ما يقلق الغرب حقيقة، ويجعله يستنفر هو والأنظمة العميلة له في بلاد المسلمين، ولا يقبل إلا بضرب الحالة الإسلامية المقلقة له في سوريا، وأمريكا ترى أن من أهم الأدوات التي يمكن أن تستعملها في ضرب هذه الحالة هو استخدام المسلمين أنفسهم لتحقيق مشروعها على حساب المشروع الإسلامي. واعلموا أن الحق بإذن الله منتصر لا محالة، وأن المسلمين أمام فسطاطين كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ». فليع المسلمون هذا، وليوقنوا أن لا منجاة لهم في الدنيا والآخرة إلا بالالتزام الكامل بكتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دون حيد عنهما قِيد شعرة، أخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: «...يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

07 من شـعبان 1435
الموافق 2014/06/05م

 حزب التحرير
ولاية سوريا