publications-hizb-ut-tahrir

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

hizb300117

إلى أحمد أبو عيد

السؤال:


(السلام عليكم... شيخنا.. هل من الممكن اعطائي رداً شافياً على الذين يقولون اننا لسنا ملزمين بطريقة الرسول عليه الصلاة والسلام في الوصول الى الحكم و بناء دولة...)

 

الجواب:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

باختصار الرد الشافي هكذا:

اسأل الذي يقول إننا غير ملزمين بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الوصول إلى الحكم:

قل له إذا أردت أن تتوضأ، فعن أي أدلة تبحث لتعرف الوضوء؟ ألست تبحث عن أدلة الوضوء؟ أو تبحث عن أدلة الحج مثلاً؟ فإنه سيقول بل يبحث عن أدلة الوضوء...

ثم اسأله وإذا أردت أن تعرف أحكام الصيام، ألست تبحث عن أدلة الصيام؟ أو تبحث عن أدلة الجهاد لتعرف كيف تصوم؟ إنه سيجيب بل أبحث عن أدلة الصيام لأعرف أحكام الصيام.

ثم اسأله إذا أردت أن تعرف أحكام الصلاة، ألست تبحث عن أدلة الصلاة؟ أو تبحث عن أدلة الزكاة؟ سيجيب بل يبحث عن أدلة الصلاة.

وهكذا عن أي مسألة يريد أن يعرف أحكامها، فإنه سيبحث عن أدلتها في الشرع.

والآن، اسأله عن معرفة كيفية إقامة الدولة، أليس يبحث عن الأدلة الشرعية الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية إقامة الدولة؟ وليس يبحث عن أدلة الجهاد مثلاً، أو الصلاة، أو الزكاة... بل يبحث عن أدلة إقامة الدولة، والرسول صلى الله عليه وسلم أقام الدولة مرة واحدة بطريقة طلب النصرة في مرحلة التفاعل. وإذن فإن طريقة إقامة الدولة هي طلب النصرة.

والسؤال الآن هو هل طلب النصرة فرض، أو مندوب، أو مباح...؟ فإن كان طلب النصرة فرضا فنكون ملزمين بهذه الطريقة في إقامة الدولة، وبدراسة هذا الموضوع نجد ما يلي:

إن طلب النصرة فرض، والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغير هذه الطريقة رغم المشقة التي صادفته في طلبها، فقد طلبها من ثقيف فردوه رداً سيئاً وأدموا قدميه صلى الله عليه وسلم... ولم يغيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طريقة أخرى، بل استمر صلى الله عليه وسلم في طلب النصرة من القبائل فطلبها من بني شيبان، ومن بني عامر...إلخ طلبها بضع عشرة مرة، ولم يستجيبوا، ومع ذلك لم يغيرها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى طريقة أخرى رغم المشقة فيها، وفي الأصول فإن تكرار الطلب مع المشقة قرينة على أن هذا الطلب فرض.

أي أن طلب النصرة فرض... وأنه هو الطريقة الوحيدة التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة، واستمر عليها إلى أن أكرمه الله بالأنصار فبايعوه العقبة الثانية، ومن ثم هاجر إلى المدينة وأقام الدولة.

هذا باختصار لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أما المكابرون فحجتهم داحضة لأن الواحد منهم يقر بالبحث عن أدلة الوضوء لكي يتوضأ، ويقر بالبحث عن أدلة الصيام ليصوم، ويقر بالبحث عن أدلة الصلاة ليصلي... ولا يبحث عن أدلة لغير العمل الذي يريد القيام به، والواجب عليه إن كان عاقلاً أن يقر بالبحث عن أدلة قيام الدولة إذا أراد أن يقيم دولة، وليس هناك أدلة بيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله إلا طلب النصرة التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في أواخر مرحلة التفاعل... وهذه الطريقة فرض.

هذا باختصار هو الرد الشافي والكافي على وجوب الطريقة التي نسير عليها في إقامة الدولة.

وفي الختام فإني أقرئك السلام، وأسأل الله سبحانه أن يفتح على يديك أبواب الخير.

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
02جمادى الأولى 1438هـ
الموافق 30/01/2017م

المصدر: صفحة أمير حزب التحرير عطاء بن خليل أبو الرشتة على الفيسبوك