الخبر:
أكد العميد الركن، أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، انتشار قوات جوية سعودية بطواقمها في قاعدة "إنجرليك" التركية، في إطار التحالف الدولي لمحاربة "تنظيم الدولة". وكشف عسيري "أن هناك إجماعاً من قبل قوات التحالف لبدء عمليات برية في سوريا، والمملكة ملتزمة في هذا الإطار"، وبين أن هناك خبراء عسكريين سيجتمعون خلال الأيام القادمة لبحث "التفاصيل والخطط العملياتية والتكتيكية".
التعليق:
لا شك أن حكام السعودية وحكام تركيا وغيرهما من حكام المسلمين ما هم إلا أدوات لتحقيق المصالح الغربية، فحيثما تكون مصلحة الغرب فثم شرعهم، وإن المتتبع لما يحصل في سوريا يعلم جيدا أن أمريكا هي اللاعب الأساسي في المؤامرة على ثورتها وهي التي أشركت معها روسيا للقتل والتنكيل بأهل الشام وترجيح الكفة لصالح طاغية الشام بعد فشل إيران وحزبها كما أشركتها في حلها السياسي الذي لم تستطع أن تسلك له طريقا ناجحا حتى الآن، وبعد فشل مؤتمر جنيف3 كان لا بد من زيادة الضغط على أهل الشام لتمرير مسلسل التنازلات الذي بدأه الوفد المفاوض فكان القصف الشرس الذي تعرض له ريف حلب الشمالي من قبل الطائرات الروسية والذي أدى إلى تقدم قوات نظام أسد وسيطرته على بعض المناطق وفك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء المواليتين له، وأمام هذا التقدم نجد انتشار قوات جوية سعودية بطواقمها في قاعدة إنجرليك التركية في إطار التحالف الدولي الصليبي الذي أنشأته أمريكا وتتزعمه بحجة محاربة تنظيم الدولة، وما هو حقيقة إلا للقضاء على ثورة الشام المباركة، ومنع إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في سوريا.
إن تقاسم الأدوار بين أمريكا وروسيا بات واضحا؛ فالقوات التي تستعد للمشاركة بريا للقتال لصالح نظام بشار المجرم يغطيها التحالف الذي تقوده أمريكا، وقوات طاغية الشام والقوات الموالية له يغطيها الطيران الروسي، وعلى هذا فإن استهداف قوات طاغية الشام من قبل النظام التركي أو السعودي غير وارد لأن معناه المواجهة بين روسيا وأمريكا المتفقتين أصلا على إجهاض ثورة الشام المباركة.
إن هذه الثورة اليتيمة لن يقف معها حكام عملاء للغرب الكافر يسعون لتحقيق مصالحه ويقدمون مصالحهم السياسية على دماء المسلمين وتضحياتهم؛ فلا بد أن يعي أهل الشام ذلك، ولا بد للفصائل المخلصة من إجبار قادتها على قطع كل الحبائل مع هؤلاء العملاء والعمل على توحيد صفهم خلف مشروع سياسي واضح يرضي الله سبحانه وتعالى، خلافة راشدة على منهاج النبوة، ويعتصمون به فيستحقون بذلك نصره، قال تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
7 جمادى الأولى 1437هـ
1616م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35516