press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

19022020saia7sum

 

إن المتتبع لخط السير الذي تتقدم به قوات طاغية الشام ومليشياته المدعومة من الطيران الروسي المجرم؛ يرى بوضوح أنها تسير مع مسار الطرق الدولية حلب دمشق، حلب اللاذقية "M4،M5" هذه الطرق التي اتفق على فتحها في مؤتمر سوتشي 2018م، فبعد أن سيطر طاغية الشام على مدينة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي حلب دمشق "M5" أخذ يتمدد شمالا باتجاه ريف مدينة معرة النعمان الشرقي ثم غربا باتجاه مدينة معرة النعمان الواقعة أيضا على طريق حلب دمشق "M5" ثم شمالا باتجاه مدينة سراقب وريفها الشرقي الواقعة على عقدة الطرق حلب دمشق، حلب اللاذقية "M4،M5" وصولا إلى قرية العيس في ريف حلب الجنوبي؛ ليسيطر بشكل كامل على الطريق الدولي حلب دمشق، وفي المقابل أخذ يتمدد باتجاه طريق حلب اللاذقية "M4" سيطر به على قرية النيرب وذلك قبل عدة أيام.

ومع كل تقدم لقوات طاغية الشام نلاحظ دخول أرتال عسكرية كبيرة للنظام التركي وبشكل يومي، تتمركز هذه الأرتال على طول خط التماس مع قوات طاغية الشام، والعديد منها أصبح داخل المناطق التي سيطر عليها طاغية الشام؛ ابتداء من نقطة مدينة مورك الواقعة على طريق حلب دمشق، وليس انتهاء بالنقاط التركية حول مدينة سراقب، وكل هذا يجري بتنسيق كامل مع النظام الروسي المجرم، "روسيا تنسق بشكل وثيق مع تركيا وإيران من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في إدلب" (الخارجية الروسية).

يتبع طاغية الشام ومليشياته المدعومة من طيران المجرم الروسي في تقدمه سياسة الأرض المحروقة؛ وذلك عن طريق القصف العنيف والمركز من أسراب الطيران الحربي والمروحي؛ مع راجمات الصواريخ والمدفعية، وذلك لسببين:

الأول هو للتغطية على عجز نظام طاغية الشام وضعفه، والسبب الثاني هو لإيجاد مبرر لقيادات الفصائل للانسحاب السريع من المناطق المستهدفة؛ وذلك للتغطية على تنفيذها العملي لسياسات ما يسمى "الدول الداعمة" لكي تحفظ ما تبقى من ماء وجهها إن بقي في وجهها ماء، فما يسمى "بالدول الداعمة" حريصة كل الحرص على بقاء المنظومة الفصائلية أكثر من حرصها على أي شيء آخر، وأكثر ما تخشاه هذه الدول أن تنقلب حاضنة الثورة على المنظومة الفصائلية المرتبطة؛ ويخرج المجاهدون المخلصون من تحت عباءتها ليعلنوا فك ارتباطهم بأية دولة، وما حصل في كفر تخاريم من تدخل النظام التركي بعد أن تمددت المظاهرات المناوئة لتصرفات هيئة تحرير الشام القمعية خير شاهد على ذلك، وما الأعمال العسكرية الشكلية التي تقوم بها قيادات الفصائل واستنفارها لفرقة الطبالة لامتصاص غضب الشارع ونقمته إلا دليل على ذلك، فبدون المنظومة الفصائلية لا تستطيع "الدول الداعمة" تنفيذ شيء من بنود سوتشي أو غيره، ولا تستطيع مخابرات "الدول الداعمة" إلزام الفصائل بسياسة المحور الواحد؛ أو كبح جماح المجاهدين المخلصين عن جبهة الساحل، فالمنظومة الفصائلية هي الأداة الفعلية للتنفيذ؛ وهي العصا التي تستخدمها مخابرات الدول لقمع معارضيها وكل من يقف ضد سياساتها.

ومع هذا الواقع المؤلم تراود الناس تساؤلات عديدة أهمها، هل سيتم حسم ملف الثورة السورية عسكريا؟ وما هو الحل لهذا الواقع الأليم الذي وضعت قيادات الفصائل الثورة السورية فيه؟

بداية يجب أن يدرك الجميع أن أمريكا لن تسمح لروسيا بإنهاء ملف الثورة السورية عسكريا؛ فهذا يعتبر نصرا لروسيا ومكسبا كبيرا لها، ومعلوم للجميع أن دخول روسيا على خط المؤامرة على ثورة الشام عام 2015م كان بضوء أخضر أمريكي، بالإضافة إلى تأكيد أمريكا منذ بداية الثورة على أن الحل في سوريا هو حل سياسي ضمن إطار الأمم المتحدة ومقرراتها، ولكن هذا لا يعني أن الحل السياسي هو أقل كارثية على ثورة الشام من الحسم العسكري؛ فالحل السياسي كما قلنا سابقا؛ هو عبارة عن تسوية مع النظام أو استسلام له؛ ولكن هذه المرة بدون باصات خضر، فالاختلاف هو في الشكل فقط؛ أما المضمون فالمجتمع الدولي متفق على إعادة أهل الشام إلى حظيرة عميله طاغية الشام، وإعادتهم إلى قفص العبودية من جديد، وهذا يقودنا إلى البحث عن حلول خارج مكر المجتمع الدولي والمنظومة الفصائلية المرتبطة به، فكان لزاما على كل من يريد العمل الجاد لاستعادة زمام المبادرة والحفاظ على تضحيات أهل الشام أن يفكر خارج صندوق المجتمع الدولي الأسود؛ وأن يخرج من تحت عباءة المنظومة الفصائلية المرتبطة به، ليجمع نفسه مع باقي إخوانه تحت قيادة عسكرية مخلصة غير مرتبطة إلا بحبل الله المتين؛ تتبنى مشروعا سياسيا واضحا تكون العقيدة الإسلامية أساسا له؛ وقيادة سياسيىة واعية ومخلصة؛ تحفظ الجهود وتقي من المؤامرات والتسلق؛ وتحافظ على خط السير من الانحراف، فمعركة المسلمين هي معركة إيمان وكفر؛ وقضيتهم المصيرية التي يجب أن يتخذ حيالها إجراء الحياة أو الموت هي الإسلام متجسدا في دولة تطبقه عمليا على الأرض، وتنهي معاناة المسلمين المستمرة، فلا بد أن ننطلق من هذا المنطلق؛ ولا بد أن نبني أعمالنا على هذا الأساس حتى نستحق نصر الله وتأييده،

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

بقلم: الأستاذ أحمد عبد الوهاب

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

جريدة الراية: https://bit.ly/39PpuIR