press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

من أهم خطوات النصر قطع الارتباط بالدول الداعمة

 

 

 

إن رفض المال السياسي القذر ورفض مشاركة السلطة الحاكمة في الحكم ، و رفض تسليم قضايانا و قراراتنا للدول الداعمة ، و عدم الاعتماد على ما تقترحه أو تسمح به أو ترضى عنه من حلول و أعمال ، هو ثابت ومرتكز لا يمكن التنازل عنه حتى يتنزل النصر ، فالمال السياسي و فكرة المشاركة و الرضى بأنصاف الحلول و القبول بالإصلاحات الشكلية يُسقط فكرة التغيير الجذري الحقيقي ، لتصبح جزءاً من السلطة بل و تدافع عنها أيضاً ، لأن القضية في الأساس هي تغيير النظام الفاسد وليس ترقيعه .
إن محاولات الالتفاف على عملية التغيير الجذري و خداع العاملين للتغيير بالإصلاحات الشكلية و تقديم المغريات و العروض المخادعة هو نهج الطغاة والأنظمة في التعامل مع الثورات التي تشتعل ضدهم .
فبعد أن فشلت قريش في القضاء على دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، عرضت على النبي عليه الصلاة والسلام عروضاً مغريةً ، إذ قالوا : "يا محمد إن أردت مُلكاً ملّكناك علينا ، وإن أردت مالاً جمعنا لك فجعلناك أغنانا ، وإن أردت إمرأة تنكحها زوّجناك أجمل نساء العرب" . فرفض سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هذه العروض السياسية وجميع المغريات التي قدمت له ، لأنها ستحرفه عن طريق التغيير التي أوحاها الله له ، إضافة للمداهنة للسلطة الحاكمة والرضى بتطبيق بعض الكتاب ، ولذلك حذره الله عز وجل حيث قال: { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } (9) ، وقال أيضاً :
{ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا }
(74) ، وقال صلى الله عليه وسلم لعمه أبو طالب : "لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة" .
واليوم في ثورة الشام لدغنا من هذا الباب كثيراً ، فبالمال السياسي القذر سُلِبَ قرار الثورة وأصبح قادة المنظومة الفصائلية في خدمة مشاريع الكافر المستعمر ، وبهذا الدعم المسموم وُجِدت الاقتتالات الداخلية بين المجاهدين ، وتم تسليم المناطق الواحدة تلو الأخرى ، وجمّدوا الجبهات وفتحت الأفرع الأمنية لإرهاب الناس ، واعتقلوا الصادقين والمخلصين من أبناء الثورة ، وقتلوا المجاهدين في سجونهم تحت التعذيب ، وانتهكوا حرمات المسلمين وأعراضهم ، وبسبب هذا الدعم الخبيث أصبح قادة المنظومة الفصائلية حماة للنظام من السقوط ، كما حوّلوا بعض المجاهدين إلى مرتزقة يحاربون نيابة عن الكافر تحقيقاً لمصالحه في بلاد أخرى كأذربيجان والنيجر وليبيا .

ومع انطلاقة ثورة جديدة على قادة المنظومة الفصائلية بهدف استرجاع قرار الثورة المسلوب و تصحيح مسارها ، لن يكتفي الغرب الكافر بالمشاهدة كعادته ، بل سيرسل عملاءه وسيحاول من جديد القضاء على الثورة ليحرفها عن طريقها الصحيح ، بعد أن احترقت أدواته التي كانت تخدم مصالحه في القضاء على ثورة الشام .
ومن هنا يجب على المخلصين من أبناء الثورة قطع كل حبال الغرب الكافر ، ورفض كل أنواع الدعم المسموم ، حتى لا نقع بشباكه مرة أخرى بعد كل هذه التضحيات ، لنكون على نهج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في الوعي والثبات ، فلا نلدغ من جحر مرتين ، لنسير بعونه تعالى على هدى و بصيرة نحو تصحيح مسار الثورة الجديدة بإذن الله.
قال تعالى: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ".

-------------
مصطفى نجار