press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar1512165

الخبر:


"ما يجري بحلب أشبه بفلم رعب هوليودي"، هكذا وصف أحد المحاصرين الحالة التي وصلت إليها حلب مع سيطرة قوات النظام والمليشيات الطائفية على مناطق كثيرة منها حيث أعدمت ميدانيا 79 شخصا من بينهم نساء و أطفال. هذا وقد تمت محاصرة مائة ألف نازح في منطقة جغرافية ضيقة مع التهديد بهتك الأعراض وذبح الأبناء وارتكاب المجازر الفظيعة.

 

التعليق:


هذا ما يحدث لحلب الشهباء بعد أن تداعى عليها مجرمو الشرق والغرب برعاية أمريكا رأس الكفر وحلفائها وزبانيتها من الحكام العرب الخونة وسط خذلان دولي مريب. جرائم وحشية ترتكبها عصابات الأسد و مليشيات إيران و روسيا وجبهات الحرب مفتوحة على حلب من كلّ جانب، وقد تخلّى كل العالم عنها وتركها تواجه مصيرها بنفسها، فإلى متى ستُراق دماء المسلمين بحجة محاربة (الإرهاب)؟ وكم من الناس يجب أن يموتوا حتى تتحرّك جيوش المسلمين؟!

أمريكا زجّت بأعوانها وعملائها لوأد ثورة الشام لأنها أدركت أن هذه الثورة التي بدأت بـ"هي لله هي لله" ليست كغيرها من ثورات الربيع العربي، بل هي ثورة على نظام عالمي، تجعل من الإسلام نظاما قائما في ظل دولة تطبّقه وتحميه وتحمله، ولذلك كانت الحرب على الشام حرب إبادة، وما نراه اليوم في حلب يدلّ على أن المستهدفين ليسوا هم فقط المجاهدين والمقاتلين بل كلّ الناس، نساء وأطفالا وشيوخا، عُزّلا وأبرياء، لكنهم مصنفون في خانة (الإرهاب) لأنهم لم يستسلموا لضغوطات الداخل والخارج رغم القتل والتشريد والتجويع، ولم يثنهم ذلك عن التفريط في ثورتهم والتنازل على مطلبهم "الإسلام".

فما عُذر جيوش المسلمين وهم أصحاب السلاح والقوة والمنعة، ما عذرهم اليوم وهم يرون أعراضا تُنتَهك وأطفالا تُذبَح، ومجازر وتدميرا وحرقا، وهم ينتمون إلى نفس الأمة ويحملون نفس الدين؟ أم هل على الشام وحدها أن تتحمّل مسؤولية الإسلام والثبات عليه؟ لقد وصلت معركة حلب لنهايتها، بإبادة أهلها، ولن يُسجّل التاريخ أنها استسلمت وتنازلت، بل سيُسجّل خذلان جيش تركيا المجاور لها وجيش الأردن وجيش السعودية وجيوش المسلمين جميعا...

إنّه لم يبق لهذه الأمة إلا أن تأمل في جند مخلص من جيوشها، يقومون بما عجز عنه الأوّلون، يصدقون الله فيصدقهم ويطوفون ميادين القتال ويحلقون في صفوف الجهاد وعلى قمم الشدائد تنتصب قاماتهم وترتفع هاماتهم وسط ساحات المعارك ويُعَلّقون أرواح الناس ودماءهم وأعراضهم على أكتافهم وصدورهم بدل الرّتب والنياشين، فلا تعصوا ربكم ولا تخذلوا أمتكم ولا تسلّموا في دينكم فسيجعل الله بعد العسر يُسرا، واعلموا أن النصر قادم لا محالة فكونوا مع فسطاط الحق ولا تكونوا من الخائنين.


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/40994