press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

khabar031017

الخبر:


إن القصف المتجدد للمستشفيات من قبل القوات الموالية لحكومة بشار الأسد خلال الحرب السورية المستمرة منذ ست سنوات أثار إدانات قوية من قبل جماعات حقوق الإنسان، كما أثار اليأس بين الأطباء المحليين الذين اتهموا المجتمع الدولي بتجاهل الهجمات على المنشآت الطبية. (الجارديان نيوز، 29/09/2017)

 

التعليق:


إن الطائرات الحربية تقصف إدلب وتذكرنا مرة أخرى بأن سوريا لا تزال تحت القصف. والتغطية والتفاعل بالنسبة لإدلب أقل بكثير مما كان خلال حصار حلب، حيث إن الصحفيين المستقلين وعلى أرض الواقع عمال الإغاثة يسارعون للمساعدة وتقديم التقارير متى أمكنهم.

ويعد قصف المستشفيات خطا أحمر ولكنه يُخترق مراراً وتكراراً، ولم يعد لدى الأطباء رغبة في إهدار طاقتهم في إبلاغ الصحفيين بما هو معروف. وقد بيعت سوريا لسنوات، وهي تحت التعذيب وتعاني من موت بطيء.

وذكرت صحيفة الجارديان أن الهجمات المتكررة في الأيام الأخيرة أدت إلى نشر اليأس بين الأطباء المحليين الذين رفض بعضهم تقديم تفاصيل حول التفجيرات للصحيفة قائلين بأن نداءاتهم لحماية المدنيين لن تُسمع. وقال أحد المسؤولين عن تقديم المعونة والذي يساعد في إدارة المستشفيات المحلية: "إن رسالتي إلى المجتمع الدولي هي المضي قدماً، لماذا تأخذون وقتاً طويلاً لحل مشكلتنا؟"، وقد طلب عدم ذكر اسمه؛ والسبب حسب قوله أن دعوة المجتمع الدولي للتدخل لا فائدة منها، وهو لا يريد أن تعاني مستشفياته من المزيد من التفجيرات.
لقد تم فضح المجتمع الدولي بشكل كامل مرات عدة والأزمة في سوريا هي مسمار في نعشه. إن حقوق الإنسان التي تعطى الاهتمام وإليها تذهب المعونات ويذهب العسكريون للمساعدة وما إلى ذلك، تنحصر بوضوح في المصالح السياسية ولا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالمأساة التي يعاني منها المدنيون الأبرياء. إن المجتمع الدولي قد مات بالفعل. وكما ذكر الطبيب الذي تم تدمير المستشفى الخاص به في إدلب: "أنتم شركاء في قتلنا بصمتكم وفشلكم في إنقاذ المدنيين الأبرياء".

إن النظام الرأسمالي الحالي الذي يدعم الطغاة ويوافق على الحلول العسكرية التي تضمن توازن القوى ما زال كما هو، ولن يساعد المسلمين في سوريا على إزالة المجرم بشار إذا كان يحقق مصالحهم. إدلب هي موطن لكثير من اللاجئين الداخليين ومن الواضح أنه لا يوجد مكان آمن للاختباء. وبعد إجبار الناس على الوجود في منطقة واحدة، أصبح من السهل قتلهم كعقاب جماعي على تجرؤهم ووقوفهم ضد الطاغية الأسد.

بالنسبة لأولئك الذين قدمت المساعدة المالية لهم ورفع من مستوى الوعي لديهم حول الوضع في إدلب و سوريا بشكل عام؛ يجب أن يكون واضحاً لهم الآن أن الحكومات في العالم الإسلامي وما يسمى "المجتمع الدولي" قد تخلوا تماماً عن الشعب في سوريا. إن حكم الله لمثل هذا الوضع واضح. فحماية الذين تتم إبادتهم لن تتم إلا من قبل دولة ذات جيش وليس من قبل أفراد وعاملين في مجال المعونة وصحفيين وأطباء. جزاهم الله خيراً جميعاً لكنهم مقيدون بقيود واضحة، وهم بحاجة إلى درع لحماية جهودهم والدفاع عنها. كما قال رسول الله ﷺ «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ».

إن الوضع في سوريا وأهوالها يتطلب تركيزنا العاجل على رفع مستوى الوعي والعمل بجهد مكثف لإعادة إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ فهي وحدها التي سترسل الجيوش للدفاع عن الأبرياء، وهي الأمل الوحيد للمضطهدين في كل أرض. وينبغي ألا نجلس مكتوفي الأيدي على أمل أن يقوم الأطباء والعمال والمدنيون على الأرض بإصلاح الوضع.

﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ (النساء:75)

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/46797.html