press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٢١٩ ٠١٤٩٢٨

 

علم الغرب الكافر أنه لن يستيطيع إسقاط الخلافة الإسلامية في الحروب، فقد كانت الخلافة الإسلامية هي الدولة الأولى طيلة ست قرون، فشنوا الحروب الصليبية على الدولة الإسلامية لقرون عديدة، وفي كل مرة ينهض المسلمون من كبوتهم وينتصرون عليهم ويطردونهم.

ولكن الفتوحات الإسلامية توقفت وفي نفس القرن السابع الهجري احتل التتار دمشق وفظع في بغداد وقتلوا الخليفة وبعد عامين هُزم التتار في معركة عين جالوت على يد القائد المظفر قطز وقائد جيشه الظاهر بيبرس وعادت الدولة الإسلامية إلى الصدارة مرة أخرى ثم حمل الراية العثمانيون وعادت الفتوحات الإسلامية مدة أربع قرون.
وهنا أدرك الغرب وبالأخص إنكلترا وفرنسا وألمانيا وفي الشرق روسيا أن الإسلام لا يهزم بالحروب وأن متانة الإسلام تكمن في عقيدته الراسخة، فقرروا حروبا صليبية من نوع آخر ألا وهي الحروب الفكرية. وبدأوا يدسون المبشرين في بلاد المسلمين وضغطوا على الدولة الإسلامية واحتلوا الساحل الشرقي وأمدوا التبشيرين، وكانت عنايتهم الأولى بالتبشير الديني والثقافة الدينية ونشّطوا المدارس والكليات وفتح اليسوعيون مدرسة لهم، وفتح الأمريكان جامعة في بيروت، وكانت معروفة بالكلية البروستانتية والتي تعتبر أفظع مؤسسة كفر في بلاد الإسلام فكان لها الأثر الأكبر بتحويل آلاف المسلمين إلى جانب أفكار الكفر.

وضغطوا على الدولة الإسلامية أيضا لإدخال قوانينهم فأفتى شيخ الإسلام بذلك لقوله بعدم مخالفتها للإسلام، ففي القرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي تم الإفتاء بإدخال بعض قوانين القضاء المستوردة من الدستور المدني الفرنسي وتم فصل القضاء إلى قضاء مدني وقضاء شرعي ولكن حكم الدولة بقي إسلاميا.
وصوروا للمسلمين أن الديمقراطية جزء من الإسلام وأفتى شيخ الإسلام بجواز أخذها لموافقتها للإسلام على حد قوله. بل رأى المسلمون في ذلك إصلاحا ولم يتنبهوا أن الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب وأن الإسلام هو حكم الله للشعب لذلك فهي تخالف الإسلام من الجذور.

وبسبب بُعد الناس عن اللغة العربية وتوقف الاجتهاد وأخذ الفتاوى دون دليلها والضعف الشديد في فهم الإسلام وأحكامه استطاع الغرب الكافر أن يزرع النعرات القومية والنزعات الإستقلالية بعد سنوات من المحاولات الفاشلة. فتمكن من إقامة بعض الجمعيات وبعدها تم إنشاء حزب العربية الفتاة عند العرب وتركيا الفتاة عن الترك ثم أتى حزب الاتحاد والترقي وكان في بداية نشأته جمعية وتحول فيما بعد إلى حزب وأنشأ له فروع في برلين وسلانيك ومركزه في اسطنبول فدعى إلى القومية التركية الطورانية والاستقلال عن العرب، ولقي هذا الحزب آذانا صاغية من المتهورين المندفعين وظل يعمل قرابة الأربعة عقود إلى أن أحدث ثورة وانقلب على الخلافة العثمانية عام ١٩٠٨ وتابع الخلفاء بعد هذا العام إلى العام ١٩٢٤ ولكن خلفاء بالاسم وبقي الحكم للحزب ومن يعينه من مجلس نواب ومجلس شيوخ، وفي نفس العام الذي انقلب فيه حزب الاتحاد والترقي على الدولة العثمانية أفتى شيخ الإسلام بخلع السلطان عبد الحميد ونشأت في نفس اليوم جمعية وطنية تبنت الفتوى وخلعت السلطان، ثم تآمر المقبور مصطفى كمال مع الإنكليز ضد الدولة الإسلامية وبدأ يجمع أنصارا له حوله وساعدت الدول الغربية وبالأخص إنكلترا مصطفى كمال لزيادة أنصاره وشعبيته من خلال الضغط على الخليفة العثماني وتوجيه التهديدات له، فقام مصطفى كمال بعدة أعمال من داخل الدولة العثمانية وأظهر أنه يريد طرد الإستعمار وبدأ يظهر نفسه ويحشد أنصارا ومؤيدين لشخصه.

وكذلك تآمر حسين بن علي مع الإنكليز في محاربة الدولة العثمانية. وقد سميت الخيانة الكبرى تلك بالثورة العربية الكبرى بدايتها عام ١٩١٦م وتم إلغاء الخلافة على يد مصطفى كمال في ٢٨ رجب ١٣٤٢ للهجرة الموافق ٣ آذار ١٩٢٤ للميلاد.

ولم يكتف الغرب بخلع السلطان وتفكيك الدولة الإسلامية وإنهاء حكم الإسلام بل أرادوا عدم عودتها مرة أخرى فبثوا ثقافتهم السامة في مناهج التعليم وتطبيق أنظمتهم الوضعية على المسلمين و نصبوا عليها عملاءهم حكاما.

سقطت الخلافة الإسلامية منذ مئة سنة وانتهى الحكم الإسلامي وانتهت بانتهائهما الفتوحات وصرنا أذلاء بعد أن كنا أعزاء واستُضعفنا من مشارق الأرض ومغاربها بعد أن قضوا على أُمنا و حاميتنا وقد وجب علينا أن نعمل مع العاملين لإقامتها خلافة راشدة على متهاج النبوة.

نسأل الله تعالى أن يمن علينا بنصره وتمكينه كما وعدنا بقوله: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون).

#أقيموها_أيها_المسلمون
#أقيموا _الخلافة
======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
خديجة الشامية