press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣٠٣ ١٧١١٣٦

 

 

مَن يتتبع إحصائيات الوكالات والمؤسسات المهتمة بموضوع الفقر والمجاعات سيجد أرقاماً مخيفة تترافق مع ارتفاع عدد حالات الطلاق وجرائم الزنا والاغتصاب والسرقة والقتل ومختلف الأمراض.
وتنظر الأنظمة ومعها وسائل الإعلام لهذه المشاكل نظرةً تخلو من البحث عن علاج وإذا ما بحثت عنه فهي تبحث عن مسكنات مؤقتة لهذه الآلام دون النظر في أصل المشاكل وبالتالي دون وضع علاج جذري. وعادة ما ينقل الإعلام هذه المشكلات بصيغة محدودة المكان ويتحاشى طرحها على أنها أزمة بشرية تعمُّ الكرة الأرضية كي لا يُظهر حجمَ الأزمة.

فمن الصين والهند بلدا الثلاثة مليارات نسمة شرقاً مروراً ببلاد المسلمين وأفريقيا وصولاً إلى البرازيل والأرجنتين غرباً مئات ملايين البشر يعيشون تحت خط الفقر وهؤلاء بالنسبة للأنظمة مجرد أرقام و إحصائيات وليسوا أرواحاً تعاني أو تهلك!!

وإذا ما انتقلنا إلى القارة العجوز أوروبا ثم أمريكا وكندا وأستراليا فإننا سنجد معاناة من نوع آخر، ذلك ورغم وفرة المال ظاهرياً إلا أنه محصور في أيدي أصحاب رؤوس الأموال، فقد استعبدوا الإنسان وحولوه إلى ما يشبه الآلة، ففقد مقومات الحياة الإجتماعية التي تشكل البيئة الطبيعية لحياته وهناك ننتقل إلى الإحصائيات عن أعداد المرضى النفسيين وعدد العيادات النفسية في تلك البلاد ومحاولات الانتحار وحالات الإجهاض (وهي قتل الإنسان لابنه مع أن الفطرة تدفع الانسان لحب مولوده) وبذلك نرى حجم الكارثة وحجم معاناة البشرية بكل نواحي حياتها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية.

بَيْدَ أنه لا بد من معرفة أصل هذه المشكلات لمعرفة حلها ومعرفة طريق الخلاص منها.
فأساس كل هذه المعاناة هو التشريع البشري الذي منحه إياه المبدأ الرأسمالي المتبجح بالديمقراطية وهي أصل فساد الأنظمة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التي أنتجت هذه الكوارث، فظَلَمَ الإنسانُ نفسَه عندما شرَّعَ لنفسِهِ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْـًٔا وَلٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} فقد أطلق التشريع الرأسمالي حريةالتملك ومعها استحوذت فئة قليلة جدا من البشر على معظم ثروات العالم وبقوة المال أخضعوا النظام السياسي والقائمين عليه لإرادتهم وأفسدوا بتشريعاتهم الحياة الإجتماعية وقضوا على القيم الإنسانية و الأخلاقية والروحية.

نعم إن المعاناة لا تقتصر على الأمة الإسلامية فحسب فالبشرية كلها تكتوي بلظى الاقتصاد الرأسمالي وانعكاساته على مختلف جوانب الحياة الإجتماعية والسياسية.
وأما الحل الجذري فقد جاء بتشريعات الإسلام من خالق الإنسان والكون والحياة سبحانه (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))
فنظم الملكية وقسمها ثلاثة أقسام منها ملكية الدولة والملكية العامة والملكية الفردية وحدد أسباب التملك وينطلق النظام الإقتصادي في الإسلام من أن الملك لله فهو يتصرف في ملكه مايشاء وهو أعلم بخلقه من أنفسهم ... وعندما طبق المسلمون الإسلام في ظل دولة استمرت ثلاثة عشر قرناً لم نسمع في تاريخها عن مشكلة اسمها خط الفقر ولا مشكلة البطالة وكذلك لم نسمع عن مشكلات اجتماعية اسمها العنوسة ولا تفشي التحرش الجنسي ولا الجرائم المترتبة على هذا التحرش ... نعم إن الإسلام قد عالج كل مشاكل الإنسان وليس المسلم فقط ووضع له نظماً لتطبيقها، وبتطبيقه لها انعدمت هذه المشكلات.
وفي شهر رجب الخير لهذا العام ١٤٤٢ هجرية نواكب الذكرى المئوية لإسقاط دولة الخلافة الإسلامية، ومع إسقاطها بدأت رحلة شقاء المسلمين، رحلة مئة عام من الشقاء الاقتصادي والفساد الاجتماعي والقهر السياسي.
وللخلاص مما آلت إليه أوضاعنا ومعنا البشرية فلابد من العودة إلى ما كنا، أمة مسلمة تؤمن بالله وتخضع لأحكامه فنخرُج من الظلمات إلى النور ونُخرِج البشرية معنا من ظلم الرأسمالية إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي وعد الله بها وبشر بها رسوله صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: {هُوَ الَّذِى يُنَزِّلُ عَلٰى عَبْدِهِۦٓ ءَايٰتٍۭ بَيِّنٰتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمٰتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.

=======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
مرعي أبو الحسن