press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٨١٧ ٠٠٣٨٠٧

 

 

عندما خرج الناس في ثورة كانت المؤسسات الخدمية موجودة، التعليمية منها والطبية وغيرها وغيرها، ولم تكن الغاية من الثورة إيجادها بل كان الهدف هو إزالة هذا النظام الجبري الظالم الطائفي والمجيء بنظام عادل يرضي الله تعالى ويرفع الظلم ويشعر الناس بأنهم بشر وليسوا خدما وعبيدا ويعيد لهم عزهم ومجدهم الذي فقدوه.

جيد أن يختص جزء من الناس بإدارة أمورهم مؤقتاً، ولكن ما نراه اليوم بأن من توسد أمر المحرر وتسلط على رقاب أهله أصبح همه الأساسي أن يشغل الناس بأمور جانبية زاعما القيام بجوانب خدمية يقوم بها وكأنه قد انتصر بمعركته، أما الجانب الأساسي المتعلق بإسقاط النظام فقد أصبح غير مطروح وكأن الثورة خرجت لتفتح مدرسة أو تمدد أسلاك الكهرباء أو تنشئ أفرانا أو تنشئ مخافر شرطة أو تشكل حكومات وهمية.

إن الأعمال الخدمية التي أنشأت في حلب والغوطة وحمص ودرعا والمعرة وخان شيخون لم تمنع النظام من التقدم وقد تم تدميرها بحملات النظام الإجرامية فلم تكن إلا لبذل الجهد وإضاعة الوقت خارج القضية الأساسية التي خرجت الناس وضحّت من أجلها.

ماذا يعني أن نعيد بناء مؤسسة أو منشأة تم تدميرها من النظام، والنظام ما زال قائما وطيرانه يجول المحرر يحلق من فوقها وقذائفه تنهال على أطرافها، وهل هناك ما يمنع النظام المجرم من قصفها من جديد وعندما يريد ونحن سنبقى نعيش بحالة خوف وهاجس من ذلك، لماذا لا نتعلم الدرس من أخطائنا ومن تجاربنا السابقة؟

ماذا يعني أن يكون اعتمادنا في بناء مؤسساتنا واستمرار حياتنا على دعم منظمات تسيرها مخابرات أعدائنا، ماذا يعني أن تصبح حياتنا مرهونة بمعبر قرار فتحه وإغلاقه مرهون بيد أعدائنا؟

لم يكن ذلك نهج نبينا ولا من تعاليم إسلامنا أن نولي أمرنا ونسلم رقابنا لأعدائنا أو أن نجعل لهم علينا سبيلا.
إن تحويل الناس من الحالة الثورية إلى الحالة المدنية والنظام المجرم قائم موجود يهدد الأعراض والأنفس والممتلكات هو أمر لا يخدم سوى النظام المجرم وحلفائه.

علينا أن ندرك أنه لا يمكن لنا أن نعيش حياة اطمئنان إلا بزوال نظام الإجرام فما دامت الحرب قائمة لم تنته بعد ولا أمان ولا أمن. ومقومات الثورة من قوة بشرية وعسكرية ومالية وخدمية يجب أن تصب في مصلحة الثورة وتحقيق أهدافها في إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام.

هذا هو المطلوب لا غير وما سوى ذاك وساوس الشيطان ومسالك التيه والضياع التي تهدر الطاقات وتحرفنا عن الأهداف الحقيقية والغايات الأساسية.

==========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبود رسلان