press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

meet050317

أيها الأخوة الأكارم عبر أثير راديو حزب التحرير / ولاية سوريا وعبر إعلاميات حزب التحرير نرحب بالأخ الأستاذ عبد المؤمن الزيلعي رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن؛ لنتحاور معه عن حزب التحرير وعن ثورة المسلمين في اليمن والشام.
الأخ الأستاذ عبد المؤمن؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأشكركم أخي الكريم لاستضافتي في قناتكم وإذاعتكم الصادعة بالحق وللحق والتي تهتم بقضايا الأمة حيث أصبحت منبرا للدعوة كي تعود الأمة إلى سابق عزها ومجدها فيتحقق لها وعد الله وبشرى رسوله بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.

السؤال الأول: متى تم ترخيص حزب التحرير في اليمن وكيف؟

الإجابة: أخي الكريم، بالنسبة لحزب التحرير في اليمن فهو لم يحصل على ترخيص من النظام رغم تقدمه بطلب الترخيص في عهد علي صالح - الرئيس السابق - إلا أن ذلك لم يحصل كون النظام رفض ذلك، فقانون الأحزاب في اليمن ليس مبنياً على قانون العلم والخبر المعمول به في بعض البلدان في العالم الإسلامي والذي كان معمولا به في عهد الخلافة العثمانية وإنما مبني على قانون استعماري متشدد في شروطه بحيث يتناقض ذلك مع مشروع الحزب الذي قدمه، فهو قانون يفرغ الأحزاب الإسلامية من محتواها ومشروعها ويجعل إسلامها شكليا فقط، أما حزب التحرير فقد فرض نفسه وعمل كما أمره الله متأسيا بالنبي محمد r في إقامته لدولته فهو لم يتنازل عن مبدئه ولم يمتنع عن القيام بما فرضه الله عليه حين منعته قريش من ذلك، فترخيص عملنا ابتداءً هو فرض فرضه الله ولا ينتظر إذنا من أحد.

السؤال الثاني: من هم أطراف الصراع في اليمن اليوم وما هي الأدوات؟

أخي الكريم لقد بات أمر الصراع الدولي الإنجلو أمريكي في اليمن معلوما لكل متابع سياسي ينطلق في نظرته من زاوية عقيدته الإسلامية، بل إن العامة أصبح كثير منهم يدركون ذلك، فأمريكا تدعم الحوثيين والحراك الانفصالي عن طريق إيران وتعمل لإشراكهم في الحكم، وهذا واضح من أعمال أمريكا في اليمن أو على مستوى مبعوثي الأمم المتحدة الأول والثاني، ومبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وَصَفَها طرفُ هادي الموالي للإنجليز بأنها أتت تكافئ الحوثيين وعلي صالح، أما جناح علي صالح فهو الرِّجل الأخرى التي تضعها بريطانيا مسايرة لأمريكا لتحصل على نصيب من الكعكة مع الحوثيين في حال فشلها في وضع وتمكين رِجلها الأخرى متمثلة بهادي أو ما تسمى بالشرعية، فالصراع إنجلو أمريكي وهذا ما يعترف به طرفا النزاع حين اتهام بعضهما بعضا بالعمالة، فهادي وحكومته يتهمون الحوثيين بالعمالة لأمريكا وعلي صالح والحوثيون يتهمون هادي بأنه تربية البريطانيين، ثم إن إعلام الحوثيين وعلي صالح يصف الخلاف بين السعودية والإمارات في الجنوب بأنه صراع بين السعودية عميلة أمريكا وبين الإمارات عميلة بريطانيا ويخرجون أنفسهم من العمالة وهم واقعون فيها حتى الثمالة.

السؤال الثالث: هل قصف التحالف لإسقاط مليشيا الحوثي أم هناك أمر آخر؟

أخي الكريم ومستمعينا الأفاضل، لقد كان الغرض من عاصفة الحزم ليس ما يظهره الإعلام الخادم لسياسات المستعمرين وهو الانتصار لشرعية الرئيس هادي فقد وقعت السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا في الرباعية الدولية على مبادرة كيري التي تقضي بنقل صلاحيات هادي لنائب توافقي وإشراك الحوثيين في السلطة، وهذا يعني أن السعودية لا تهمها شرعية هادي في المقام الأول ولا استمراره في الحكم، ويعني كذلك موافقة السعودية على إشراك الحوثيين ولا مانع عندها من استلامهم للحكم ما داموا سيوافقون أن يكون ملف اليمن الأمني بيد السعودية التي تطمع أن تعطيها أمريكا دورا في المنطقة وبالأخص في اليمن بدلا عن إيران، فعاصفة الحزم كان غرض أمريكا منها منع الإنجليز من الاستفراد بالحكم ومنع رجوع علي صالح الذي كان يتظاهر بالتحالف مع الحوثيين وفي الخفاء يعمل للانقضاض عليهم بعد استنزافهم وجرجرتهم للحرب في طول البلاد وعرضها، بدليل أن السعودية تحاور الحوثيين وتمتنع عن الحوار مع علي صالح رغم ذهاب ابنه أحمد للرياض بداية الحرب عارضا عليهم أن يدعموه وهو سيتكفل بإرجاع الحوثيين إلى جحورهم في صعدة، أما الإمارات فهي تخدم الإنجليز لكنها استغلت عاصفة الحزم لتعيد تدوير حكم جناح علي صالح وابنه الذي يقيم ومعظم أسرته فيها وذلك على حساب جناح هادي الذي يركن كثيرا في اعتماده على حزب الإصلاح - الإخوان المسلمين -، وهذه هي أهم الأسباب للخلاف الظاهر مؤخرا بين السعودية والإمارات، اللتين تقودان الحرب في اليمن فيما سمي بعاصفة الحزم، فعاصفة الحزم كانت حربا أمريكية لإيجاد تعاطف ومظلومية للحوثيين ومن ثم الشرعنة لشراكتهم في الحكم بعد فشلهم في إدارة البلاد بعد دخولهم العاصمة صنعاء وتشتتهم لحكم بقية البلاد بالقوة.

السؤال الرابع: ما هي خطوط الحل الدولي في اليمن وما هي رؤية حزب التحرير للحل؟

بخصوص خطوط الحل الدولي فهو عادة ما يكون حلا وسطا بقدر ما يفرض كل طرف نفسه على الأرض والحسم العسكري مستبعد من كلا الطرفين والتلويح به مجرد ضغط لربح ورقة الحل بنصيب أكبر، خاصة مع إصدار قرار أممي جديد 2342 يقضي بسرعة الحل السياسي ويحذر من سيطرة الإرهاب على مدن بأكملها في الجنوب، خاصة مع ما يقوم به الحوثيون من تهديد للملاحة الدولية وجلب أمريكا لتحرف الحرب من حرب لاسترداد الشرعية ظاهرا إلى حرب على (الإرهاب)، والحل الدولي هو حل يحمل في طياته الأزمات والحروب والصراعات ومن الصعب حسم فريق من أطراف الصراع الأمر لصالحه كليا في المنظور القريب.

أما الحل الذي يراه حزب التحرير فهو حل يستمده من عقيدة أهل الإيمان والحكمة وما انبثق عنها من أحكام فهي عقيدة الإسلام، والحزب يدعو الأطراف المتصارعة محليا للعودة إلى الإسلام وقطع صلتها بالأجنبي وبالأنظمة العميلة، ثم يجلس العقلاء منهم للتحاكم لشرع الله بعيدا عن التدخلات الخارجية فتضع الإسلام موضع التطبيق والتنفيذ وتختار حاكما ينفذ ذلك فترد المظالم وتوزع الثروة كما أمر الله ويكون الحكم مركزيا والإدارة لا مركزية وهكذا، ولو كان فيهم خير لتقبلوا دعوة الحزب ومشروعه الذي يحوي حلا للمشكلات وإنهاضا للبلاد ولكنهم في غيهم يعمهون، وها هو الحزب مستمر في العمل مع أهل اليمن مخاطبا إياهم أن يحكموا الشرع فيما شجر بينهم وأن يضغطوا على المتصارعين لقبول ذلك ووقف القتال أو ينبذوهم ويعملوا مع الحزب فيحتضنوا دعوته الكفيلة بإنهاضهم وحل مشكلاتهم، ونسأل الله العون والسداد وأن يرشد أهل الإيمان والحكمة ليعودوا إلى إيمانهم فيحكّموه في واقع حياتهم بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

السؤال الخامس: أكيد أن حزب التحرير قام بأعمال كثيرة لمعالجة ما يدور في اليمن من أحداث بعد اندﻻع ثورتها فما هي أهم اﻷعمال التي قام بها الحزب في اليمن؟

لقد قام الحزب في اليمن بداية بتوجيه ثورة أهل اليمن لتكون ثورة تزيل النظام وتضع مكانه نظام الإسلام مبينا لهم أن القضية ليست تغيير شخص مكان شخص، فالحزب بوصفة قواما على فكر المجتمع وحسه قام بأعمال من شأنها نشر الوعي وتبني الإسلام كنظام بعد إسقاط النظام، فقام بتوزيع النشرات في الساحات وعقد الندوات والمؤتمرات ونظم الوقفات ووزع مشروع الدستور الذي تقدم به الحزب بآلاف النسخ للفاعلين في المجتمع من علماء وخطباء وقضاة ومديري دوائر وقادة أحزاب ودكاترة ومدرسين وطلاب جامعات... الخ، ونسأل الله القبول لأعمالنا وأن يفتح قلوب أهل اليمن لنصرة دينه ونصرة حاملي دعوة الإسلام.

السؤال السادس: كيف ينظر أهالي اليمن إلى ثورة الشام؟

إن غالب أهل اليمن هم كما وصفهم النبي الكريم عليه وآله الصلاة والسلام، فهم ألين قلوبا وأرق أفئدة فهم يتأثرون لما يصيب أهل الشام من قبل نظام الإجرام ودول الكفر الحاقدة على الإسلام وأهل الشام، وهم يتألمون لما يصيب أهل الشام وفي الوقت نفسه يعلقون الأمل بعد الله سبحانه على ثورة الشام في إعادة دولة الإسلام خاصة أنهم ينظرون لها نظرة إجلال وإكبار كون ثورتهم كانت واضحة تعلن أنها لله وتريد خلافة راشدة على منهاج النبوة، وتحمل راية الإسلام وهذا ما يفرح كل مسلم لم يتلوث عقله وفكره بالأفكار الغربية، أما بعض الأحزاب كأحزاب إيران والأحزاب العلمانية فهي تعادي ثورة أهل الشام وتعتبرهم إرهابيين عملاء! فهم يبررون لإجرام النظام مع أنهم يدعون الحقوق والحريات والثورة ضد الظلم.

السؤال السابع: ما أوجه التشابه واﻻختلاف بين ثورتي الشام واليمن؟

إن أهل الشام وأهل اليمن قد عانوا من الظلم، وإن كان ظلم النظام في الشام أشد وأجهزته الأمنية إجرامية بشكل كبير ورغم أن العلمانية في اليمن خفيفة ناعمة وأنها في الشام واضحة ووقحة إلا أن أهل اليمن قد خرجوا من المساجد واعتصموا في الساحات وأرادوا تغيير النظام كحاكم دون إدراك لواقع النظام حقيقة، فكانت مطالبهم رحيل الحاكم والعيش في ظل الإسلام ولم يكونوا ليهتفوا بالدولة المدنية إلا مخدوعين بمعناها من أنها نقيض حكم العسكر أو أنها دولة المؤسسات، أما أنها الدولة العلمانية فهذا ما يرفضه عامة الشعب إلا الفئة القليلة ممن تحزبوا في أحزاب علمانية أو منظمات غربية.

السؤال الثامن: ما هي أهم أعمال وﻻية اليمن نصرة لثورة الشام المباركة؟

لقد قام شباب الحزب في مناطق متفرقة في اليمن بعمل الوقفات الجماهيرية نصرة لأهل الشام ووزعوا الكثير من النشرات التي أصدرها الحزب والتي تدعو لنصرة أهل الشام وكذلك القيام بالندوات التي تعرض حقيقة ثورة الشام وضرورة التفاف الأمة حولها ونصرتها.

السؤال التاسع: ما هي الرسالة التي توجهها إلى أهالي المسلمين عامة وإلى أهالي الشام خاصة؟

أما رسالتي إلى المسلمين عامة فإني أذكرهم برسالة محمد r ألا وهي رسالة الإسلام والتي يجب العمل لتمكينها وتطبيقها في بلاد المسلمين وحملها للعالم رسالة هدى ونور وذلك بالعمل لإقامة دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فها هو حزب التحرير يناديهم للعمل لذلك ففيه سعادتهم وريادتهم، أما أهلنا في الشام فإنهم قد ضحوا تضحيات جساماً من أجل عودة دولة الإسلام، فالله الله نناشدكم أيها الثائرون في أرض الشام ألا تكون تضحياتكم عبثا، الله الله نناشدكم ألا تعيدوا إنتاج نظام علماني بدل النظام أو أن تنفخوا فيه الروح بالمفاوضات والحلول الوسط فتغيروا شخصا مكان شخص بل اقتلعوا النظام من جذوره، والتفوا حول قيادة سياسية مخلصة، ولا تمنعكم نخوة الامتناع أن تعطوا النصرة لمن يحمل مشروع الإسلام واضحا وجليا وعمليا، فالأمة تعول عليكم وتستبشر بكم خيرا فلا تكونوا سببا في انتكاستها وعقدة جديدة تضاف لعقدها، انصروا الله ينصركم فوعده حق ونصره للمؤمنين حق ومن ينصره الله فلا غالب له.

السؤال العاشر: الأخ الأستاذ عبد المؤمن الزيلعي، أنت ممن يكتب الشعر؛ نتمنى لو تختم لنا اللقاء بقصيدة عن حال الأمة اليوم وثورة الشام؟

كتبت عدة قصائد عن ثورة الشام ولكني أهدي إليهم هذه القصيدة ونسأل الله أن تصل مسامعهم وأن ينفع الله بها، قلت فيها:

 

وربي إن بعد العسر يسراً وللإسلام تمكيناً ونصراً
فيا شام الجريحة لا تبالي بجمع الكفر مهما ذقت مراً
فنصر الله يأتي بعد صبرٍ وإيمانٍ به سراً وجهراً
ومن يبغي بظل الدين عزاً سيدفع ما غلا للعز مهراً
فيا شام الحبيبة زدت قدراً إذا أعليتِ للإسلام قدراً
فكوني للخلافة عقر دارٍ فإن الشام للإسلام ذخراً
رأينا فيك أهوالاً عظاماً أموراً تقهر الألباب قهراً
جموع الكفر تفعل كل جرمٍ وتقصف نارها حقداً ومكرا
وحكام العمالة لم يلبوا نداءك بل هم للغرب وكراً
حذاري فخّهم مهما تباكوا فهم للكفر لا يعصون أمراً
فكم ناداهم الأقصى أغيثوا لمسرى المصطفى قد صاح دهراً
ولكن لا حياة لمن تنادي وحكم الجبر لن يأتيك خيراً
وقد ساموا الشعوب بكل ظلمٍ فلا يُسمع لهم في الخير ذكراً
فيا شام الأبية حاذريهم فإن تثقي بهم زادوك شرا
رأينا فيك يا شام التفاني بإخلاصٍ فزيدي الوعي نشراً
رأينا فيك أطفالاً رجالاً رأينا نسوةً تزدان صبراً
رأينا أخوةً في الله مهما ألمّ بهم دعوا لله شكراً
فيا بشراك يا شام الرسولِ قبضت الدين قبضاً فيه جمراً
غداً يأتي بإذن الله نصرٌ إذا أوفيتِ للرحمن نذرا
بأن تعلي الخلافة حكم رشدٍ لوجه الله لا تبغين أجراً
ويا رحمن يسر كل أمرٍ وزدهم قوةً في الخير تترى
وعذراً أهلنا في الشام عذراً وصبراً إخوة الإسلام صبراً

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/others/42542.html