publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٨٠١ ١٥٢٩٢٧

 

 pdf

توصل النظام السوري المجرم و"معارضون" له في محافظة درعا إلى اتفاق يقضي بتسليم الأسلحة الخفيفة المتبقية بيد "معارضين" سابقين وكذلك نصب عدد من الحواجز العسكرية وعمل تسويات مقابل فك الحصار المفروض منذ شهر على "درعا البلد"، وإيقاف عملية عسكرية كان النظام يحشد لها منذ أيام، وفق مصدر محلي.


أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
منذ أن تم تسليم محافظة درعا بتآمر من قيادات الفصائل المرتبطة وبتواطؤ من غرفة العمليات "الموك" قبل ثلاث سنوات مضت؛ ودرعا لم تخرج عن ركب الثورة ساعة واحدة، فالمظاهرات فيها لم تتوقف، وكذلك الأعمال المناهضة لنظام أسد المجرم، الذي عجز في الحد من هذه النشاطات أو إيقافها فهو ما فتئ يبرم الاتفاقيات تلو الاتفاقيات مع كثير من المناطق في درعا طمعاً بأن تتوقف هذه الأعمال ولكنه عبثاً يحاول فوتيرة الأعمال في تزايد والرقعة في اتساع واليوم مدينة درعا تتصدر المشهد كما كانت عليه في بداية الثورة.


ومرة أخرى يتجدد دور القيادات المرتبطة المتخاذلة؛ التي كانت ولا زلت تمثل له طوق النجاة من مصير محتوم، فما إن عادت درعا للواجهة من جديد حتى تصدر المشهد من سلم البلاد عام 2018 من بوابة اللجنة المركزية، فكلفت نفسها مهمة التفاوض مع النظام وتسليمه ما تبقى من البلاد بعد أن عجز عن فرض سيطرته عليها سابقاً، اتفاق أقل ما يُقال عن بنوده أنها مبهمة وخبيثة تشابه بنود مؤتمرات التآمر في أستانة وجنيف، عشرات من الجنود والآليات دخلت درعا بموجب هذا الاتفاق، كان الهدف من دخولها تقطيع أوصال المدينة؛ والتفرد بأبنائها وإكمال مهمة السيطرة، وبالتالي القضاء على مهد الثورة في درعا.


أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
إن نظام طاغية الشام يحاول أن يسلك مسلك تيمورلنك في تعاطيه مع مدينة دمشق عندما عرض الصلح على أهلها؛ وطلب منهم تسليم السلاح والأموال، وبعد أن أجابوا طلبه نزولا عند رغبة ابن مفلح "حقنا للدماء" سفك دماءهم؛ وسبى أبناءهم؛ واغتصب نساءهم؛ وحرق منازلهم.


فيا أهلنا في درعا خاصة؛ وفي كل بلاد الشام عامة، إن أردتم النجاة والعودة بالثورة سيرتها الأولى؛ فلا بد لكم من أن تدركوا أن أحفاد ابن مفلح الذين سلموا البلاد عام 2018م؛ لن يحافظوا عليها اليوم، بل سيستمرون فيما بدؤوه حتى يُكملوا مهمتهم بشكل تام، فواجبكم اليوم أن تنكروا على هذه القيادات المرتبطة والمتخاذلة، وتغيروها بالصادقين من أبنائكم وإخوانكم، وعليكم أن تثبتوا وتصبروا وتكملوا ما بدأتموه، فهذه الاتفاقيات لن تحقن لكم دماء؛ ولن تحفظ لكم عرضا ولا كرامة، فلا عهد لطاغية الشام ولا ميثاق، ولا يمثلكم من عقدها، فما شاهدتموه من خذلان هذه القيادات وبعض الشخصيات يكفيكم حتى تدركوا أهداف هذا الاتفاق، وإن ما قدمتموه من تضحيات جسام خلال سنوات الثورة العشر الماضية؛ يجب أن يكون دافعا لكم للعمل الصادق حتى تصلوا إلى تحقيق ما خرجتم في ثورتكم من أجله؛ وهو إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه؛ وإقامة حكم الإسلام مكانه.


يا أهلنا في درعا، أنتم مهد ثورة الكرامة وشرارتها الأولى، فلا تنقادوا لقيادات رضيت لنفسها أن تكون أدوات بيد أعداء الثورة ولا تملك من قرارها شيئا، فالثبات الثبات، وإياكم والركون للظالمين فهذا والله الخسران المبين، قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.


أيها المسلمون في أرض الشام عقر دار الإسلام:
لقد أدركتم جيدا أن السبب الرئيس لما آلت إليه ثورة الشام يرجع إلى هذه المنظومة الفصائلية وقياداتها التي أكلت من المال السياسي الحرام؛ وارتبطت بما يسمى الدول الداعمة، وبالتالي فإن هذه المنظومة المرتبطة لن تحرك ساكنا نصرة لأهلنا في درعا؛ لأنها ليست صاحبة قرار؛ فهي لم تحرك ساكنا نصرة لجبل الزاوية أو غيره، كما أدركتم جيدا خطر عدم تبني مشروع سياسي واضح واتخاذ قيادة سياسية مخلصة وواعية، وأنه لا يوجد ضامن إلا الله عز وجل؛ وأن كل من يحاول نصرتكم بعمل هنا أو هناك فمصيره كمصير أبي خولة على أيدي دولة زعمت دعمها لأهل الشام.


وللخروج من عنق الزجاجة يجب عليكم أن تعتصموا بحبل الله وحده، وتتبنوا مشروعا سياسيا واضحا منبثقا عن عقيدة الإسلام ودين الله عز وجل، وأن تكون لكم قيادة سياسية واعية ومخلصة تكون بمثابة ربان السفينة، تكشف لكم المؤامرات والفخاخ التي ينصبها أعداء الإسلام وأعداء ثورة الشام؛ وترسم لكم الطريق المستقيم الذي تسلكونه للوصول إلى بر الأمان، وما عدا ذلك ستبقى تتقاذفكم الأمواج المتلاطمة حتى تغرق سفينتكم؛ ولات حين مندم، فهل نتدارك ثورتنا وننقذ أنفسنا وأعراضنا وتضحياتنا قبل فوات الآوان؟

=====
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

الأربعاء، 18 ذو الحجة 1442هـ
28/07/2021م
رقم الإصدار: 1442 / 18