publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

syrmoe250614

pdf

لقد قام نظام الطاغية بشار بعدة محاولات نجح من خلالها في تحييد بعض مناطق الصراع التي كانت تشغله وتستنزف قواته وتشكل هاجساً له، وذلك عن طريق عقد هدن وصفقات مع هذه المناطق ليتفرغ بعدها لحشد هذه القوات على جبهات أخرى، مما جعل هذه المناطق تشكل سداً يحتمي به ويعبر من خلاله لباقي المناطق. وقد أدت هذه الهدن إلى محظورات عدة منها:


- الهدنة هي اعتراف ضمني بالنظام بينما قامت الثورة لإسقاطه، وهذا ما يكسبه الشرعية.


- تفريق المجاهدين وتشتيتهم بين مؤيد ومعارض لها، وإضعافهم بشق صفوفهم.


- تفرُّغ قوات النظام المجرم لمناطق أخرى للسيطرة عليها وتحقيق نصر سهل له.


- إضعاف الروح القتالية لدى باقي المناطق وتهيئة النفوس لقبول مثل هذه الصفقات أو الانسحاب منها.


ولم تكن الانسحابات التي أعلنتها عدة كتائب وألوية من جبهة الساحل ومن منطقة كسب إلا تتويجاً لهذه الآلام التي فاجأت المسلمين، بل فجعوا بها. ومما أُعلن أن سبب الانسحاب هو وقف الدعم والإمداد بالمال والسلاح، وهذا ما حذرنا منه مراراً وتكراراً بخطورة الارتباط بالمال السياسي القذر الذي يفتح ويغلق في الزمان والمكان المناسبين لصالح الجهات الدافعة وليس لصالح الجبهات والثورة في الشام المباركة.


وإننا نحذر إخواننا المجاهدين من الوقوع في هذا الفخ القاتل ونذكرهم بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ ونحثهم على الصبر والثبات، ونذكرهم بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «إنما النصر صبر ساعة». كما نؤكد للجميع بأن الظالم لا عهد له ولا ذمة، وسوف يعود مرة أخرى للسيطرة على المناطق المهادنة بعد أن يتفرغ لها؛ وعندها سيدفع الجميع الثمن، قال تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾.


أيها المسلمون في أرض الشام عقر دار الإسلام: اثبتوا واصبروا على ما ابتلاكم الله به، فأنتم من قلتم: "المنية ولا الدنية". و"الموت ولا المذلة". و"لن نركع إلا لله". والله تعالى يقول لكم ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. وأنتم أهل الثورة وأهل الإسلام، بل أنتم ورثة الصحابة الكرام الذين فتحوا هذه البلاد ووضعوها أمانة في أعناقكم، وقد وعدكم ربكم بالنصر إن نصرتموه، ونصره لا يكون بالخضوع للمجرم والإذعان له بعد كل هذه التضحيات والدمار، بل بخلعه وإقامة الخلافة الراشدة التي وعدنا الله سبحانه وتعالى بها عن طريق بشرى رسوله صلى الله عليه وسلم، عندما قال: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» والتي تكون بعد هذا الحكم الجبري الذي نعيش مرارته، ونحن على وشك التخلص من شروره. قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. 

27 من شـعبان 1435
2014/06/25م

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
المهندس هشام البابا