publications-others

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

أجرى وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو محادثات مع ممثلي المجلس الوطني السوري خلال الاجتماع الذي عُقد في العاصمة القطرية الدوحة حيث تم اختيار أعضاء المجلس ورئيسه الجدد. وقد صرح داود أوغلو الذي حضر الاجتماع بالنيابة عن أمريكا وهي منشغلة بالانتخابات قائلا: "على الجميع أن يدرك أن المعارضة في سوريا من قبل لم تكن تمتلك الهيكلية السياسية القوية. لهذا السبب فقد بدأت المعارضة بإعادة صياغة نفسها خصوصا بعدما بدأ الشعب في سوريا يعبر عن تطلعاته المشروعة. وهذه مرحلة حيوية."

بناء على هذا فإننا بدورنا نسأل أحمد داود أوغلو: كم من المسلمين سيقتلهم بشار المجرم وشبيحته كي تكتمل هذه المرحلة الحيوية؟ وكم من الأطفال سيُيتّم ومن الأمهات ستُفجع؟ وكم من المدن ستُباد؟ تُرى هل يمثل المجلس الوطني السوري الشعب السوري الذي أشرتَ إليه بأنه بدأ يعيد صياغة نفسه؟ ألسْتَ من أعطى المهل لكي يقوم بشار بارتكاب الجرائم من خلال المطالبة بمشاركة مراقبي الجامعة العربية في هذه المرحلة؟ ألسْتَ من قدم الدعم لخطة كوفي عنان الذي عينته الأمم المتحدة حينها كمسؤول عن الملف السوري؟ ألسْتَ من قدم الدعم لخطط الولايات المتحدة الأمريكية القذرة من خلال المطالبة بتقديم المراقبين التابعين للأمم المتحدة تقريرا عن زيارتهم لسوريا؟ ثم ألسْتَ من وضع ما يسمى بـ"آلية العمليات" المملوءة بالخيانة عبر التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية موضع التطبيق والتنفيذ كي لا تنتج الثورة في سوريا دولة إسلامية يطالب بها الشعب؟

إن إعادة صياغة هيكلية المجلس الوطني السوري من جديد بشأن الملف السوري والذي وضعته الولايات المتحدة الأمريكية كاستراتيجية لها موضع التطبيق بخصوص الملف السوري لغرض كسب الوقت لصالح النظام البعثي يظهر عدم رضا الولايات المتحدة الأمريكية عن الهيكلية القديمة لهذا المجلس وعن أعماله. أما الهيكلية الجديدة فهي بخصوص تحضير الولايات المتحدة الأمريكية الأجواء لإدخال سوريا المرحلة الديمقراطية، أما تركيا فإنها تقوم بدور خياني لمواقف الشعب السوري المقاوم عبر تقديمها المساعدة للولايات المتحدة الأمريكية. وبهذا تكون تركيا قد خانت الدماء الزكية التي قدمها الشهداء الأبطال.

علاوة على ذلك فقد عبر أحمد داود أوغلو عن أنه ضد الجماعات الإرهابية التي تبحث عن مكان لها في سوريا وأنه كذلك ضد الهيئات المرتبطة بهذه الجماعات. إن تصريح داود أوغلو هذا لا يختلف عن التصريح الذي أدلت به وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في زغرب عاصمة كرواتيا حيث قالت: "لقد باتت الحاجة ماسة إلى معارضة قوية لكي تقف بشكل قوي أمام المجموعات المتشددة التي تسعى لاختطاف الثورة السورية". إن كلا التصريحين لكلا الوزيرين يظهر مدى خوف وقلق الولايات المتحدة الأمريكية ودول المنطقة بأكملها من تتويج المسلمين لثورتهم في سوريا بإقامة الخلافة وخروجهم من تحت نفوذ المستعمرين.

أما مسلمو سوريا فإنهم يطالبون الحكام في تركيا بتحريك الجيوش لحماية أرواح المسلمين وممتلكاتهم وأعراضهم أو أن يقولوا خيرا أو أن يصمتوا كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" متفق عليه.

السبت، 25 ذو الحجة 1433هـ
10/11/2012م

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا