أحداث في الميزان: ألهذا خرج أهل الشام بثورتهم المباركة؟
الحدث:
وكالة إباء: مناطق "درع الفرات" تعتمد القانون الوضعي السوري.
الميزان:
عندما قامت ثورة الشام المباركة، كانت انطلاقتها من بيوت الله عز وجل، وكانت الجموع تهتف إضافة لعبارات رفع الظلم عنها، كانت تصدح بعبارات تدل على عقيدة هذه الأمة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، فكانت تهتف "هي لله هي لله "و "قائدنا للأبد سيدنا محمد" .. وقد لفتت هذه العبارات أنظار دول الكفر ومن خلفهم حكام المسلمين الخونة.. وأرعبتهم. فشرعوا في الكيد بهذه الثورة المباركة، واستخدموا كل وسائل الإجرام والمكر حتى يتسنى لهم حرفها عن مسارها وبالتالي عن هدفها (إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام) كي يسهل عليهم إعادتها إلى حظيرة العلمانية التي سامت هذه الأمة سوء العذاب منذ هدم خلافتها بداية القرن الماضي ومزقتها وأذلتها ونهبت خيراتها خدمة للكافر المستعمر.
ومن صور إعادتها للعلمانية تطبيق "القانون السوري" الوضعي في مناطق درع الفرات حيث تعالت مطالب بعض القضاة والمحامين باعتماد هذا القانون.
فكيف يرضي المخلصون من أبناء الفصائل التي تبسط سيطرتها على مناطق درع الفرات بالسكوت على ذلك، وهل ستكتفي هذه الفصائل ببيانات الرفض والإدانة، مع بقاء هؤلاء المروجين لهذه الفكرة في مناصبهم، يعملون لتنفيذها ولو بعد حين أما أن وراء الأكمة ما وراءه؟؟!
فهل خرجت الجماهير في الشام المباركة، وقدمت كل هذه التضحيات الجسام حتى ترجع وتطبق أحكام "القانون السوري" الوضعي الذي طبقه عليها نظام الإجرام من قبل فأرهقها وأذلها به، والذي يغضب الله عز وجل ويبعدها عن منهجه الذي جعلنا سادة العالم عندما كنا نستظل به ونطبقه في حياتنا؟
وهل قدم المجاهدون أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية في سبيل تطبيق هذا القانون الوضعي، أم في سبيل إعلاء كلمة الله وتحكيم شريعته؟!
لا شك بأن الكافر المستعمر وأدواته من حكام المسلمين لا يريدون لأهل الشام خيراً.. وأهل الشام لم تعد تنطلي عليهم حيله وخداعه، اللهم إلا فئة قليلة ذاقت طعم المال السياسي القذر ففسد طبعها فانحرفت عن مسار الأمة، وهي ساقطة من قلب الأمة وعقلها، وستلفظها الأمة قريباً إن شاء الله. وستستعيد الأمة زمام المبادرة وتعمل جادة على إسقاط النظام المجرم، والالتفاف حول مشروع الخلافة على منهاج النبوة، وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم.. والذي يعبر عن عقيدة هذا الأمة، ويحفظ تضحياتها فلا تذهب هباء منثورا. فما عند الكافر المستعمر وحكام العرب ينفد، وما عند الله باق.
يقول الله عز وجل:
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [سورالشعراء 227].
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
د. محمد الحوراني
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا