أحداث في الميزان: الأردن يمزق قناع الصداقة عن وجه التآمر
الحدث:
(رأي اليوم- بيروت): بدأت تحضيرات على مستوى رفيع في الاردن لإجراء "اتصالات" نادرة هي الأولى من نوعها مع النظام السوري لكن بعيدا عن الأضواء وبدون التطرق للتفاصيل.
وعلمت راي اليوم بان بوادر تواصل برزت خلال اليومين الماضيين بين الاردن والنظام السوري ترعاها وتدعمها عن بعد موسكو. وصدرت فيما يبدو أضواء خضراء تدعم تجارب الاتصال رسميا بنظام دمشق وعبر قنوات سياسية وبرلمانية وليس عبر قنوات أمنية فقط. ومن المرجح أن فريقا أردنيا من الموثوقين لدى دمشق قد كلف فعلا حسب معلومات رأي اليوم بترتيب اتصالات مع الجانب السوري. ولا تزال السفارتان الأردنية في دمشق والسورية في عمان تعملان لكن بدون سفير.
وكان رئيس نواب الأردن عاطف طراونة قد استقبل أمس القائم بالأعمال السوري أيمن علوش الذي بادر لأطلاق تصريح قال فيه بأن العلاقة الأردنية - السورية "حتمية".
الميزان:
التآمر على ثورة الشام ممن يدّعون صداقتها ليس جديدا، وإنما كان مع انطلاقة ثورة الشام المباركة، فقد توزعت الأدوار على العملاء والأدوات لاحتواء الثائرين والقضاء على الثورة، ولإن كانت دول قد تولّت الدور القذر من القتل والقصف والتدمير، كروسيا وإيران وميليشياتها وحزبها؛ فإن دولا أخرى لعبت دور الصديق المخادع، الذي يقودنا إلى الهاوية بعيدا عن ثوابت ثورتنا ويعمل على إفساد القادة والثائرين بماله السياسي القذر. وقد لعب نظام الأردن دورا مشبوها للقضاء على ثورة الشام، لأنه كان يخشى من انتقال شرارة الثورة إليه، ولأنه يدرك أن انتصار ثورة الشام سيكون بداية النهاية لنظامه، والتحرر من هيمنة سيدته العجوز ومن غرور أمريكا وتسلطها.
لذلك نرى نظام الأردن:
• لم يقطع علاقاته الدبلوماسية مع نظام السفاح بشار واحتفظ بالسفارات مع إجراء شكلي وهو سحب السفير والابقاء على قائم بالأعمال.
• حافظ على الاتصالات الأمنية مع القتلة والمجرمين في دمشق للتآمر على ثورة الشام.
• أساء معاملة المهجرين الذين فروا إلى إخوانهم في الأردن من جحيم القتل والقصف طلبا للأمان، فقام بوضعهم في مخيمات معزولة، تفتقد إلى مقومات الحياة الطبيعية، وتكاد تكون أشبه بمعسكرات الاعتقال.
• منع إخوانهم من أهل الأردن من مساعدتهم واحتضانهم.
• يحاول فتح معبر نصيب (الجراح) الذي حرره الثوار بدمائهم، ويعمل لإعادة سيطرة نظام السفاح عليه سياسيا، بعد أن فشل في استعادته عسكريا.
• يعمل من خلال علاقاته التي خدع بها بعض الثوار، ومن خلال اشتراكه في غرفة الموك، على تكبيل الفصائل، ورسم الخطوط الحمراء التي تحمي نظام القتل في دمشق، ومنع الفصائل من القيام بمعارك حاسمة باتجاه دمشق، وحتى منعهم من تحرير ما تبقى من درعا بيد النظام المجرم، ودفع الفصائل إلى معارك جانبية تشغلهم عن المعارك الحاسمة، وتستنفذ جهود المخلصين منهم.
• والآن يريد نظام الأردن أن يكون سبّاقا في العمل لإعادة الشرعية الدولية لنظام القتل والإجرام، وذلك بالإعلان عن اتصالاته السياسية والدبلوماسية معه بعد أن كانت أمنية ومخابراتية.
• وقد بلغ العار بنظام الأردن أن يلتقي رئيس النواب الأردني عاطف طراونة بالقائم بالأعمال السوري في الأردن، وأن يبلغه استنكار الأردن عدم دعوة سوريا لجلسات اتحاد البرلمانيين العرب الذي عقد في المغرب الأسبوع الماضي.
إن كل هذه الأعمال الظاهرة - فضلا عما يجري سرا - يدل على عظم تآمر الأردن الذي يدّعي صداقة الثورة وأخوتها ورغم اختلافه بالعمالة مع نظام السفاح بشار، فهو كغيره ممن يدعي صداقة الثورة ودعمها، جميعهم يتآمرون عليها حسبما رُسم لهم من أدوار، لأن ثورة الشام تمثل صراعا بين مشروعين، مشروع الإسلام العظيم الذي يحمله الثائرون الصادقون على أرض الشام، وبين مشروع الغرب الكافر وعلمانيته التي استنفر للدفاع عنها كل أدواته وعملائه.
لقد حان الوقت الذي يعي فيه الثائرون على أرض الشام، وخاصة في حوران، ذلك، فينحازوا إلى دينهم وأمتهم وأهلهم.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حنين الغريب