أحداث في الميزان: جرائم النظام والروس هل ستحرك نخوة قادة المعارضة؟!
الحدث:
قضى وجرح عشرات المدنيين، الخميس، بقصف جوي مكثف من طيران النظام الحربي والمروحي وقصف مماثل من طيران الاحتلال الروسي على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي. وأكد مراسل أورينت، أن الطيران الروسي وطيران النظام يشنان حملة إبادة جماعية تستهدف سكان المناطق المحررة في الريف الجنوبي. وأوضح مراسلنا، أن أسرابا من الطائرات المروحية والحربية تتناوب على قصف الريف الجنوبي لإدلب.
وتأتي حملة الإبادة الممنهجة لريف إدلب، بعد يوم من تصريحات لـ (سيرغي لافروف) خلال لقائه مع (أحمد الجربا) رئيس تيار الغد في موسكو، قال فيها، إن "القضاء على (جبهة النصرة)، أهم مهمة في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا، وأن موسكو تملك معلومات حول حصول مسلحي هذا التنظيم على دعم خارجي"، فيما بدا كتهديد للمعارضة للانتقام منها، جراء رفضها المشاركة في مؤتمر سوتشي.
يشار إلى أن روسيا وميليشيا النظام تشنان حملة قصف مكثف على بلدات ومدن شمال حماة، تزامناً مع تصدي الفصائل المقاتلة لمحاولات اقتحام مستمرة للنظام والميليشيات الشيعية المساندة لها.
الميزان:
إن سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها روسيا ونظام الإجرام في دمشق ومن يساندهم من ميليشيات الحقد الطائفي من أجل القضاء على ثورة الشام وأبنائها المخلصين والتنكيل بحاضنتهم الشعبية كي لا تفكر إلا بالنجاة وأدنى مقومات الحياة التي لا تنالها إلا بشق الأنفس، ولتوصلنا إلى قناعة أنه لا بديل لنا عن الخضوع لإملاءاتهم والإذعان لقراراتهم، وإيصالنا إلى حالة اليأس وإعلان الاستسلام والإقرار بالهزيمة قبل حصولها، والقبول بالعودة إلى حظيرة القتلة والمجرمين يفعلون بنا ما يشاؤون.
ليس غريبا على أعدائنا أن ينتقموا ممن ثار على قيودهم وتسلطهم وظلمهم، ولكن الغريب ممن يثق بهم ويعمل على خدمة حلولهم القاتلة ويشترك في مؤتمراتهم الخادعة التي ما أقاموها إلا ليشرعنوا قتلنا والقضاء على ثورتنا، ويحافظوا على هيمنتهم وسيطرتهم وعلمانيتهم العفنة.
الغريب أن يتاجر بعض من يزعم زورا قيادة الثورة سياسيا بدماء إخوانه، ومعاناة أهله، ليبيعها في سوق المفاوضات بوعود كاذبة لن يجني منها إلا السراب.
الغريب أن ترى بعض الفصائل أسراب الطائرات وهي تفتك بأهلهم وأخوتهم على إحدى الجبهات، وتبقى باقي الجبهات نائمة وباقي المناطق تصر على الالتزام بخفض التصعيد، واستمرار اعتبار القتلة شركاء في التفاوض ورعاة له.
الغريب أن لا نتعظ من أحداث تاريخنا البعيد والقريب فهاهي نتيجة أعوام طويلة من المفاوضات الفلسطينية واعتبار أمريكا راعية لعملية السلام، ولم نجن إلا تفريطا بالحقوق، وضياعا للمقدسات، ولن يكون آخرها اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة يهود.
إن الذين لم توقظهم أسراب الطائرات الحاقدة، وآلاف الصواريخ والقذائف التي تتساقط على رؤوس أهلنا، ولم توقظهم صرخات الثكالى والمعذبين ولا استغاثات المعتقلين في سجون الطغاة، لن يُسجلوا في صفحات ثورة الشام إلا في سجل الخائنين في الدنيا، وسيُنصب لهم فوق رؤوسهم لواء غدرهم في الآخرة، وستجري عليهم سنة الله في الاستبدال. قال تعالى: (...وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) (محمد 38).
أما ثورة الشام فستبقى في كفالة الله كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله تكفّل لي بالشّام وأهله)، وسيبزغ فجر النصر القريب، وستكون الشام بإذن الله جل وعلا عقر دار الإسلام.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حنين الغريب