أحداث في الميزان: العملاء وأعقاب السجائر
الحدث:
الاستخبارات الأمريكية تضع مليشيات PYD بزعامة صالح مسلم على قائمة المنظمات الإرهابية. حسب وكالة (عين على الوطن) المستقلة.
الميزان:
هاهي أمريكا تعطي الدروس لعملائها يوماً بعد يوم بأن الأجير لن يعدو كونه أجيرا وبأن السيد لا يعامل أتباعه إلا بعقلية المتسلط الذي يفعل ما يريد، ومن موقف أمريكا من الميلشيات الكردية وغيرها من الأدوات والعملاء، ومن خبر وضع ميليشيا PYD على قائمة المنظمات الإرهابية إن صح، ومن تخليها الصريح عن دعم الميليشيات الكردية في عفرين وإعطائها الضوء الأخضر لتركيا لقيامها بعمل عسكري ضدها، يمكن أن نستخلص مجموعة من العبر والرسائل، منها:
أولاً: رسالة إلى قادات الفصائل والسياسيين الذين رضوا أن يرهنوا أنفسهم للغرب، ومفادها إن العميل عند أسياده هو كأعقاب السجائر يدوسون عليها بأقدامهم بعد أن تنتهي مهمته، وإن أي عميل مهما سمت مكانته فلن تعدو نهايته أن يكون منديلا قذرا سيرمى به في سلة القمامة.
ثانياً: رسالة للأحرار الثائرين في الشام بأن هناك مقابل لتخلي أمريكا عن الميليشيات الكردية التي كانت تدعمها، وهذا المقابل سيكون من حساب أهل الشام ومن ثورتهم وتضحياتهم، والضامن لسداد الحساب هو الوكيل التركي الذي يسعى لتحقيق مصالح أمريكا ومصالحه القومية أولا وأخيرا. وستظهر حقيقة ذلك لمن لم يدركها عندما يحين وقت السداد مجددا من أرضنا ودمائنا وتضحياتنا.
ثالثاً: رسالة لأهلنا الثائرين الصادقين في الشام على اختلاف أعراقهم الذي عانوا ويعانون من الوصاية الدولية وتسلط الأعداء عليهم، ومفادها إن معاناتكم ستستمر طالما أنكم مازلتم تستجيرون من الرمضاء بالنار، وتستبدلون سيدا بسيد، ومتسلطا بمتسلط، وطالما بقيتم تربطون قضاياكم بغيركم بل وتلجأون إلى أعدائكم تستجدونهم حلا وتطلبون منهم عونا؛ وطالما جعلتم سقف أهدافكم ما تسمح به الدول الكبرى، ومنظماتها الدولية، متجاهلين أن هذه الدول ومنظماتها ليست جمعيات خيرية بل هي دول ومنظمات صليبية حاقدة عليكم وعلى دينكم.
فانبذوا الخبيث من العملاء والدول الحاقدة عنكم، واجعلوا تجارتكم مع الله عز وجل وحده، ولن يضيعكم فالله يقول: (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
رابعاً: رسالة للمخلصين في ثورة الشام وللقاعدين القانطين أو الذين تم العمل على زرع اليأس في نفوسهم، وهي أن أمريكا وإن كانت عند معظم قاداتكم وشرعييكم هي السيد المطاع الذي لا يُعصى أمره، والذي يُخشى غضبه، فإن هناك رباً أعلى من قاداتكم وأعلى وأجلّ من أمريكا وهو القائل: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) ويقول: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ).
فشمروا عن سواعدكم وكونوا أنصار الله و جنوداً واعيين عاملين على بصيرة بما يرضي الله، ولا تسمحوا لأعدائكم باستغلال عملكم وجهادكم لتحقيق أهدافه بسبب ضعف الوعي على حقيقة مكرهم وألاعيبهم، وسارعوا للالتفاف حول مشروعكم مشروع الخلافة الراشدة الثانية ، وليكن زادنا رغم اشتداد الظلمة وتعاظم الكرب وتكالب الأعداء ثقةٌ بوعد الله، وبشرى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
للمكتب الإعلامي لحزب الحرير – ولاية سوريا
عبد الكريم جمعة