أحداث في الميزان: (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚإِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)
الحدث:
تناقلت بعض مواقع التواصل والمواقع الإخبارية صورا للاستقبال المهين لبعض شخصيات وفد المعارضة السورية في مطار سوتشي مما دفع الوفد للانسحاب من المشاركة في المؤتمر.
الميزان:
ليس غريبا ولا جديدا ما تعرض له مشاركو المعارضة في "سوتشي" من مهانة وإذلال، لأنهم في الحقيقة ليسوا ممثلين للثائرين الصادقين على أرض الشام الذين انتفضوا ضد الظلم والقمع، وسطروا أروع ملحم التضحية والثبات من أجل كرامتهم وعزتهم ودينهم. بل هؤلاء المفاوضون أدوات بأيد الدول الداعمة وسيدتهم أمريكا، اتخذتهم واجهة مزيفة، وأبرزتهم كممثلين للثورة من أجل مفاوضة نظام القتل والإجرام في دمشق، لتحقيق الحل السياسي الأمريكي الذي يهدف للمحافظة على نظام العمالة العلماني في دمشق، وللقضاء على ثورة الشام والمخلصين من أبنائها.
فقد ارتضوا أن يكونوا عبيدا لأعداء ثورة الشام وخدما للمتآمرين عليها، فباعوا ثورتهم وتضحيات أهلهم بسراب الوعود الكاذبة، فهم لا يملكون أن يرفضوا أو يقرروا بل ينفذون ما يملى عليهم من توجيهات أو يفرض من إملاءات.
وموبقاتهم الكبرى التي فضحهم الله بها وأذلهم على رؤوس الأشهاد من أجلها:
• أنهم نصّبوا من أنفسهم زورا ممثلين لثورة الشام وهم في الحقيقية لا يمثلون إلا أعداءها.
• عملوا على حرف ثورة الشام من إسقاط النظام وتحكيم الإسلام، إلى مفاوضة القتلة والمجرمين وإعادة الشرعية لهم.
• رفضوا العمل من أجل إعادة الحكم بما أنزل الله، وطالبوا بالنظام العلماني.
• جعلوا سقف مطالبهم ما يرضى أو يسمح به أعداؤنا من الدول الكافرة ومنظماته الدولية.
• ربطوا مصير ثورتنا بأعدائنا من الدول فهي التي تقرر ما تشاء، وسلموا قضيتنا ومصيرنا للدول المتآمرة علينا والحاقدة على ديننا، والتجأوا اليهم يبتغون عندهم العزة والنصر، ولكنهم كما أخبرنا رب العزة لن ينالوا إلا الذل والهوان كما هو حاصل. قال تعالى: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) (النساء 139).
لقد ظهر لكم أيها الثائرون الصادقون على أرض الشام مهانة من يدعي تمثيلكم، وذلهم وهوانهم حتى على من صنّعهم ممثلين لكم، فضلا عن تفريطهم وتضييعهم لثوابتكم، ومتاجرتهم بتضحياتكم.
فهل يبقى عذر بعد هذا لمن يرضى بهم بعد ذلك ممثلين له، وهل يبقى عذر للساكتين على قيادتهم السياسية المتاجرة المفرطة بكل معاناتنا ودماء شهدائنا؟! أما آن الآوان لرفض قيادة هؤلاء الرويبضات، وإسقاط تمثليهم، ونبذ حلولهم، والعمل على اتخاذ قيادة سياسية واعية، تستمد عزتها من ربها، وتقطع يد كل من يحاول العبث بمصيرنا وحرفنا عن ثوابتنا من الدول المتآمرة؛ وتعمل من أجل تحكيم شرع ربنا وإقامة دولته ففي ذلك خلاصنا وعزنا وفوزنا؟!.
قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون 18)
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
حنين الغريب