أحداث في الميزان: صمتكم يقتلنا ويُمكِّن المتآمرين من ثورتنا
الحدث:
انسحاب أرتال للنظام من حماة وحدود إدلب إلى دمشق.
الميزان:
ظن كثير من الناس أن مناطق خفض التصعيد وتدخل قوات "أردوغان" وتمركزها في نقاط المراقبة المتفق عليها في "أستانة" هي لحمايتهم من نظام أسد، والحقيقة أن مناطق خفض التصعيد وقوات "أردوغان" إنما دخلت لحماية نظام الإجرام وقواته من الثوار، ومن ثم القضاء على الثورة وأبنائها المخلصين، وفرض الحل الأمريكي القاتل.
فها هي أرتال نظام السفاح بشار، والميلشيات المساندة له تترك حماة وإدلب، للتوجه إلى دمشق، حيث من المتوقع أن تقوم بعملية تصعيد كبيرة، أو لتشن معركة ضارية ضد من تبقى من المخلصين هناك.
بينما الفصائل في ما تبقى لها من مناطق نفوذ تتفرج، بل وتتهيأ وتتحشد للاقتتال فيما بينها، ونحن نراها تُهيِّئ لذلك عبر بيانات التهديد وتبادل الاتهامات، وكأنها تسير نحو فخ التدمير الذاتي بملء إرادتها.
وفي الوقت الذي يصمت الكثير ممن يسمون "الشرعيين" عن الخضوع لما تقرره الدول المتآمرة صمت القبور، نراهم يسارعون الى التحريش بين الفصائل، ويتسابقون بإصدار بيانات الفتنة، كل ٌّبما يناسب توجهات قائد فصيله ليرقع له مواقفه.
هذه هي مخرجات أستانة، يتم تنفيذها بالحرف من قبل جميع الفصائل، فمن وقَّع علنا ينفذ، ومن رفض علنا ولكنه وافق سرا تجده أيضا ينفذ.
وما كان القادة الذين خضعوا لإملاءات الدول المتآمرة، ومقررات مؤتمرات التآمر على ثورتنا، ليتجرؤوا على هكذا أفعال مخزية، لولا صمت الناس من جهة، وصمت العناصر، وتعصبهم الكبير، وطاعتهم العمياء، من جهة أخرى، على ما تجنيه أيدي القادة المرتبطين من موبقات، وما يرتكبونه من منكرات، ستنكون عاقبتها على الجميع خزي وندامة وحسرة إن لم نتدارك أمرنا.
حقا كما يقول إخوانكم: (يا ويل لقوم يصمتون).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
أ. معاوية عبد الوهاب