أحداث في الميزان: هذه حقيقة أمريكا أيها المخدوعون بتصريحاتها
الحدث:
عرض السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، اليوم الأربعاء، طريقين لإنهاء المجازر والإبادة التي تتعرض لها الغوطة الشرقية من جانب روسيا والنظام. ورأى "فورد" في مقابلة مع شبكة "CNN" الأمريكية، أن "الطريقة الأولى هي استسلام قوى المعارضة في الغوطة، والمطالبة بشروط مماثلة لما حدث شرقي حلب، في نهاية 2016". (الدرر الشامية).
الميزان:
إن ما تحدّث عنه الخبيث "روبرت فورد" ليعكس الحقيقة التي طالما غفل عنها من تَسمَّون زوراً وبهتاناً بـ "المعارضة السورية"، والتي أرادوا من خلال انخراطهم في الحل السياسي الأمريكي إيهام الناس بأنهم يسعون لتحقيق أهداف ثورة الشام المباركة، في حين أن فورد يفضح بتصريحه هذا النوايا الحقيقية للحل السياسي الأمريكي، الهادف إلى تصفية الثورة والقضاء عليها، لتمكين نظام الإجرام العميل لأمريكا من استعادة شرعيته وقيادة دفة الأمور.
لا شك أن "فورد" الذي كان سفير أمريكا في سوريا، ليس بالإنسان الغريب عن المشهد، فقد ساهم ومنذ البداية في تشويه صورة الثورة المباركة... فلا ننسى حضوره المريب إلى جموع حماة الغفيرة في بداية الثورة، لإعطاء صورة مفادها أن الجموع الغفيرة يحركها السفير الأمريكي!، ولا ننسى كذلك تهديده ووعيده لمساكين الائتلاف في اسطنبول، عندما هددهم بالانصياع لأوامره وإلا تم استبدالهم!
واليوم يخرج علينا بخياراته الخبيثة لوقف المحرقة التي تفتك بأهلنا في الفوطة، وهي استسلامهم للطاغية والخروج منها!
فهل علم صبيان المعارضة بأن تصريح "لافروف" الأسبوع الفائت بهذا الشأن لم يكن إلا انعكاساً لما تريده أمريكا؟َ!
وهل علم كذلك صبيان المعارضة بأن تصريح الخبيث "ديمستورا" بهذا الشأن ما هو الا في نفس السياق؟!
أبَعدَ هذا تحتاجون إلى دليل لكي تقتنعوا بأنكم في قبولكم الحل السياسي الأمريكي إنما معاول هدم لثورة الشام وللقضاء عليها وتمكين النظام المجرم من رقاب أهلكم إن كنتم لا تزالون منهم؟!
اعلموا يا صبيان المعارضة بأن أهل الشام يعرفون تماماً هذه الحقيقة... حقيقة أن أمريكا هي رأس الأفعى التي تتحكم بالمتآمرين في الساحة الشامية... وأن المرتزقة الروس ما هم إلا أدوات في تنفيذ مخططها... أما أنتم يا صبيان المعارضة فإنكم تلعبون دور "أبي رغال" فتباً لكم!!
وأما أنتم يا أهلنا في الشام، فليس لكم والله إلا الصبر والثبات على أمر الله... وتذكروا قول الله عزوجل: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (سورة النساء 104).
وتذكروا أنكم في كفالة رب العالمين كما أخبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم...
واعلموا أن النصر مع الصبر وأنه بيد من يقول كن فيكون...
وما علينا إلا أن نخلص لله عز وجل ونحدد هدفنا ونضعه نصب أعيننا وهو "إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام" وعلينا أن ننبذ الحل الأمريكي القاتل، ونقطع كل علاقاتنا مع الدول المتآمرة المخادعة، ونرفض ما يمنينا به شياطين وصبيان المعارضة من غرور، وشياطين الأمم المتحدة،ومن خلفهم رأس الكفر أمريكا، ولنتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى في الغوطة بالقرب من مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ).
فلا تغرَّنَّكم الشياطين الذين يكيدون لكم ويريدون أن يوقعوا بكم ويخرجوكم من دياركم!
فاحزموا أمركم، وخذوا على أيدي العابثين بثورتكم، ولا تسكتوا على انحرافاتهم؛ فقد #ضاق_الخناق، فيا ويل قوم يصمتون. وقبل كل هذا توكلوا على ربكم وأخلصوا العمل له فهو لا شك ناصرٌ عبادَه المؤمنين. قال تعالى: (فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (سورة الروم 47).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
د. محمد الحوراني
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير – ولاية سوريا