أحداث في الميزان : تركيا تتآمر مع روسيا وإيران فهل من معتبر قبل فوات الأوان
الحدث :
أعلن متحدث الحكومة التركية أن بلاده " تركيا " لم تعد تعتزم دخول مدينة تل رفعت بحجة أن مسلحي الأحزاب الانفصالية الكردية لم تعد موجودة في المدينة .
الميزان :
خذلان جديد من قِبل الحكومة التركية للفصائل التي قاتلت مع تركيا في عملية غصن الزيتون ، وللذين كان لهم الثقة بأن تركيا ستعمل على إعادتهم الى قراهم وبلداتهم التي هُجِّروا منها .
ولكن كالعادة فالتصريحات التي كان يطلقها المسؤولون الأتراك وعلى رأسهم أردوغان ما تلبث أن تتبخر في موقف جديد ولكنه ليس غريبا ، ولا مفاجئا لمن يمتلك ذرة من وعي ، وذلك يذكرنا بالخطوط الحمراء التي كان يطلقها أردوغان والتي غطتها دماء شهدائنا الذين يشترك في التآمر للقضاء عليهم وعلى ثورتهم في قمة ثلاثية مع طاغية روسيا ودجال إيران بذريعة إعادة الأمان لبعض المناطق .
وهذه القمة وما نتج عنها من بيانات وأعقبها من تصريحات وأحداث على الأرض تعكس توجهات هذه الدول ، ودور كل واحدة في القضاء على ثورة الشام خدمة للسيدة الأولى أمريكا حاملة لواء العداء للإسلام وراعية نظام الإجرام العميل في دمشق
وهذا التصريح للمتحدث باسم الحكومة التركية يبين أن ما يجري على الأرض إنما هو بتوافق بين هذه الدول الثلاثة وكلاء أمريكا في القضاء على ثورة الشام .
فكيف نفهم فاعلية غصن الزيتون والدور التركي المباشر فيها ضد مليشيات الحماية الكردية في منطقة عفرين ، بينما كانت تركيا تمنع في الوقت ذاته فصائل الجيش الحر بالمنطقة من القيام بأي عمل ضد هذه الميليشيات في القرى ذات الطابع العربي .
واذا كان دعم تركيا للثورة حقيقيا وخاصة لأولئك الذي وثقوا بها وسلموها قرارهم ونفذوا كل ما تطلبه منهم وقدموا في سبيل مصالحها وتنفيذ مخططاتها أبناءهم ودماءهم ، فلماذا لا تعينهم على تحرير بيوتهم التي هجٍّروا منها ، بل هي فضلا عن ذلك لم تكن تسمح لهم بالعمل على تحرير بيوتهم وبلداتهم وقراهم .
ولولا ارتهان قادة الفصائل للإرادة التركية وتعلقهم بسراب وعودها وما تطلقه من تصريحات مخادعة لما بقي أهلنا من هذه القرى يكابدون قساوة العيش في مخيمات النزوح وهم الذين قدموا أبناءهم لثورة العزة والكرامة ضد نظام الطاغية في دمشق ، و لقام أبناؤهم بشرف المحاولة على أقل تقدير.
إن هذا الارتهان للدول الداعمة لن يعيد قرانا وبيوتنا والمناطق التي حررناها بدماء شهدائنا الأبرار، بل سيفقدنا ثورتنا وعزتنا وكرامتنا ، ويحولنا الى قطعان مسلوبة الإرادة يعيدونها الى حظيرة نظام الإجرام بعد تجريدها من سلاحها ومصادر قوتها ، ويسلمونها للجزار يفعل فيها ما يشاء .
فهذه الدول لا يهمها إلا مصالحها ومصالح أسيادها وليست جمعيات خيرية ولا منظمات إنسانية ، فهي تستخدم من يثق بها لتحقيق مصالحها وأهدافها وعندما ينتهي دوره فإنها ستلقي بمن استخدمته على قارعة الطريق ليندم ولات ساعة مندم .
فهل من معتبر قبل فوات الأوان ؟؟
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
إسماعيل الحج