press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

1342022kill

 

الحدث:
شهدت مناطق الشمال السوري "المحرر" مع بداية شهر رمضان المبارك عدة حوادث اقتتال داخلي واشتباكات بين الفصائل أدت إلى وقوع قتلى وجرحى من مقاتلي الفصائل ومدنيين متواجدين في مناطق الاشتباك.
وامتدت مناطق الاقتتال من جرابلس شرقاً إلى مناطق عفرين غرباً، ومن آخر الحوادث المؤلمة قيام عناصر حاجز "احتيملات" التابعين للفرقة 51 بإطلاق النار على أحد أهالي المخيم وأردوه قتيلاً، ما دفع أهالي المخيم إلى الهجوم على الحاجز وحرقه بعد موجة عارمة من الغضب الشعبي.

الميزان:
إنه لمن المحزن أن نرى دماء المسلمين المعصومة تسيل بغزارة من أجل اقتتال بغيض يُفرح أعداء الإسلام ويزيد نقمة حاضنة الثورة على حملة السلاح الذين كانوا يوماً سياج الثورة المنيع وكان الناس يرون فيهم الأمل في التحرير وإسقاط النظام وإنهاء حقبة ظلم وتسلط الطغمة الحاكمة في دمشق. وإنه لمن أعظم الذنوب عند الله قتل نفس مسلمة معصومة، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق).
وهذا الاقتتال لا منتصر فيه بل الطرفان يستحقان غضب الله، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار. فقيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه).
ولعلنا في هذه الوقفة القصيرة نسلط الضوء على المستفيد الحقيقي من هذا الاقتتال ومن الذي يغذيه ويوظفه لضرب الثورة في مقتل..

إن المستفيد الأول من الاقتتال هم أعداء الثورة، من نظام أسد إلى سيدته أمريكا وأدواتها في المنطقة من الدول الإقليمية التي اجتمعت لإجهاض الثورة بعد أن سيطر الثوار على أكثر من 80% من أرض الشام، فكان الاقتتال سبباً رئيسياً في تقهقر الثورة وانشغال الثوار ببعضهم مع ترك جبهات النظام آمنة. واليوم بعد أن خسرنا أغلب المناطق المحررة وبقينا في رقعة لا تتجاوز 10% من مساحة البلد، وبعد أن التزم قادة المنظومة الفصائلية بالمقررات الدولية وخضعوا لإملاءات الداعمين، بتنا نرى حوادث الاقتتال تتزايد وتتوسع في العديد من المناطق. فالمقاتل الذي كان في الماضي كل يوم في جبهة ومعركة وجد نفسه فجأة على حاجز أو مقر، فما كان منه إلا أن وجه بندقيته إلى صدور المسلمين بدل أن توجه لأعداء الدين.
كل ذلك مع اتخاذ الضامن لوضعية المزهرية والمراقبة عن بعد رغم قدرة الضامن التركي المتآمر على منع الاقتتال ومحاسبة كل من يفكر حتى بحمل السلاح ضد أخيه المسلم، تماما مثلما هو قادر على منع أي عمل ضد النظام المجرم، ومحاسبة كل من يفتح معركة بدون إذنه، كما حصل مع أبي خولة عندما اتخذ قرار مهاجمة النظام المجرم في بلدة تادف انتصاراً لدرعا، فكان مصيره السجن.

والأمر الآخر الذي يستفيده أعداؤنا من الاقتتال هو تأليب الحاضنة الشعبية ضد الثورة وحملة السلاح وإسقاطهم في أعين الناس كخطوة تندرج ضمن الأعمال التي تسوق للحل السياسي الأمريكي الذي يهدف لدفع الناس للقبول بالعودة لحضن النظام بحجة أنه الذي سينهي حالة الفوضى والاقتتال ويعيد الناس الى مظلة نظام الإجرام ومؤسساته الأمنية والعسكرية، وذلك لوأد الثورة ونسف تضحيات أهلها، وهذا بإذن الله لن يكون.

كما نؤكد على أهمية تحرك الحاضنة الشعبية للضغط على الفصائل لإنهاء أي اقتتال مقيت في المستقبل، والوقوف في وجه من يسعّره والأخذ على يديه، وتوحيد الجهود ضد نظام الطاغية ومرتزقته وداعميه، وتعظيم حرمة دماء المسلمين، وإعادة أنفاس الثورة الصادقة الأولى التي كانت قبل تدخل أدوات أميركا.
ولا بد أيضاً من اجتماع صادقي الأمة خلف قيادة سياسية مخلصة ذات مشروع مفصل يكون أساسه عقيدة الأمة لا عقيدة أعدائها، تصحح مسار الثورة لتتوج التضحيات بإسقاط هذا النظام البغيض المجرم وإقامة حكم الإسلام مكانه عبر دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة. لعل الله يرضى بذلك عنا فيكرمنا بالنصر والتمكين، وما ذلك على الله بعزيز.


===
لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد الصوراني