17 كانون الأول/ديسمبر 2010 هو بداية الثورات في العالم الإسلامي، أُنيرت شعلتها في تونس الخضراء ونتج عنها سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع القوات الأمنية الحامية للأنظمة الطاغية، وامتدت هذه الشعلة إلى مصر أرض الكنانة و اليمن أرض الحضارات وإلى ليبيا أرض حفظة القرآن ثم إلى سوريا الشام عقر دار المؤمنين.
لقد كُسر جدار الخوف في سوريا في 18 آذار/ مارس 2011 على يد أطفال لم يتملكهم الخنوع بعد كما تملَّك قلوب آبائهم وأجدادهم، ونادوا بالحرية ثم بإسقاط النظام. خمس سنوات مرّت وحملت الكثير الكثير من المآسي والآلام ودفع الناس الأبرياء ثمن هذه الحرية ثمناً باهظاً من قتل وتشريد وتدمير وسجن وتعذيب على أيدي شبيحة الأجهزة الأمنية وما يسمى بقوات مكافحة الشغب، وبفعل البراميل المتفجرة وقصف الدبابات وغارات الطائرات لجيش الطاغية بشار الذي أثبت كذب ادعاءاته بأنه حامي المقاومة والممانعة، وأنه حاكم يحمي شعبه ويرعى مصالحه ليعيش بأمن وأمان. لقد أيقظت صيحات الشباب و النسوة و الأطفال فيه الجينات الوراثية وحاول إعادة مجازر المقبور والده في حماة إلى الأذهان، غير أن ضربته الحديدية لم تفلح مع تكبيرات الله أكبر ومع الثبات على أن هذه الثورة هي لله وأن قائدهم للأبد هو نبيهم ورسولهم الكريم محمد ﷺ.
ولم يقتصر الأمر على آلة جيش الطاغية بشار فلقد استقدمت هذه الصيحات الإسلامية جيوش الدول الاستعمارية لِتَئِدَ هذه الثورة ولتقضي على الصحوة والمشاعر الإسلامية والحياة التي بدأت تدبُّ في المارد الإسلامي خوفاً من استيقاظه وقيامه من جديد، لأنه إشارة على أن زوال إمبراطوريتهم قد حان. فتحالفوا على المسلمين بمساندة زبانيتهم وعملائهم، وأوغلوا فيهم تقتيلاً وتهجيراً وتشريداً دون رادع لهم، فحججهم وتبريراتهم جاهزة كما كل مرة يعلنون فيها الحرب على البلاد الإسلامية، إنه الإرهاب ومحاربته وحماية بلادهم وشعوبهم منه!
خمس سنوات مرّت ومجريات الأحداث السياسية والإنسانية في سوريا تُظهر مدى وحشية الصراع الإقليمي والدولي عليها، فلم يسلم منه طفل أو شيخ أو امرأة، فالجميع سيّان ومستهدف. إلا أن المشكلات التي واجهت المرأة حظيت باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة خاصة وأنهن موجودات في مناطق النزاع المسلح بعد تكريس بند من بنود منهاج عمل بكين لواقع المرأة في هذه المناطق، فقد نوقشت أوضاعهن المأساوية ومعاناتهن في المؤتمرات والمحافل الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وغيرها من المؤتمرات وورشات العمل، بالإضافة إلى التحرك على صعيد المجتمع الأهلي بجمعياته النسائية والحقوقية، وكان جلّ إنجازاتهم هو اعتبار أن ما تتعرض له المرأة انتهاكاً لحقوق الإنسان، وللمبادئ الأساسية للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني. (لقد تمخض الجبل فأنجب فأراً)
هذا ما أنتجته هذه الحركات المكوكية وهذه الجهود المبذولة والتي لا قيمة لها في ظل هذه الهجمة الشرسة لكسر إرادة شعب كامل وإخضاعه لحلول على مقاس ديمقراطيتهم وترسيخ علمانيتهم التي لا قيمة للإنسانية فيها، وما هو حاصل من مجازر وتطهير عرقي وإبادات جماعية على أيدي قوات النظام والميليشيات وطائرات التحالف لكل من يعارض السياسة المدعومة من دول الكفر، لدليل على ما ينتظر الشعوب الإسلامية من بؤس وشقاء وليس المرأة على وجه الخصوص.
إن المعاناة التي تتعرض لها المرأة هي نتيجة عوامل كثيرة تتجلى في داخل سوريا وخارجها، كفقد الزوج أو الابن أو الأب (مقتل أكثر من 200 ألف شخص) وتعرضها للسجن والاعتقال (حوالي 7000 امرأة معتقلة) أو تحملها لأعباء الأسرة في حالة غياب المعيل والخوف من المجهول (حوالي 120 ألف عائلة أصبحت بدون معيل). أما في الخارج، فتتفاوت معاناتها بين وجودها في الدول المجاورة من البلاد الإسلامية حيث مخيمات البؤس التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة (حوالي 3 ملايين لاجئ يتوزعون بين لبنان والأردن وتركيا)، بالإضافة إلى المخاطرة بحياتهن وركوب الأمواج أملاً في الوصول إلى أوروبا (ما يقارب 3000 غريق)، ونضيف إلى ذلك حالهن مؤخراً في بلاد اللجوء حيث يتم إخضاعهن لقوانين تتعارض مع مفهوم الحريات المزعومة هناك كخلع النقاب ورفض استقبال المحجبات في المؤسسات التعليمية والحكومية، وتجريدها من ممتلكاتها الخاصة كالأموال والذهب، وتهديدها بالطرد وفصلها عن أولادها إذا لم تتعلم الإنجليزية خلال فترة معينة، ويلزمونهم بوضع أساور مضيئة لتمييزهم بعد أن قاموا بطلاء بيوتهم باللون الأحمر مما أدى لتعرّضهم للأذى من العامة، فهم بذلك يدّعون الإنسانية من ناحية ويغذّون العداوة والحقد من ناحية أخرى، كل ذلك بحجة الحفاظ على الأمن القومي من الإرهاب المتمثل بنظرهم في المسلمين.
إن الحال المأساوي الذي تعيشه المرأة المسلمة في كل مكان والذي لا يعتبر وليد الثورة أو ما بعد الثورة، بل هو نتيجة سنوات طوال مرَّت دون راعٍ يحميها ويذود عن شرفها وكرامتها، سنوات غاب العدل فيها فعمَّ الظلم الرعية، حالها هذا يثبت فشل كل الادعاءات الكاذبة من تحقيقٍ للمساواة وحمايةٍ للحقوق وتمكين لها في كل المجالات، ويظهر ذلك جلياً بمدى انتهاك حقوقها الشخصية حتى في البلاد الغربية، هذه البلاد التي استعمرت بلادنا ونهبت خيراتنا واستعبدت شعوبنا المستضعفة، فانتهكوا أعراضنا وحرمة بيوتنا ومقدساتنا باسم الديمقراطية والحرية التي لم ينتج عنهما سوى الحروب والدمار والخراب.
فاعلمي يا من أوصى بك رسولنا الكريم ﷺ ويا من جعلك دينك درة مكنونة تخيفين أعداءك بحجابك وبتقواك وتضحياتك التي سطرها التاريخ وما زال يسطرها، اعلمي أنه لن يصلح حالك بدولة مدنية لا وجود للدين فيها سوى في عبارة في دستورها أن دين الدولة هو الإسلام، ولا بسياسة ديمقراطية يكون المشرع فيها غير الله وهو الخالق المدبر، ولا مساواة مزعومة بين جنسين متفاضلين بما حباهما الله من مميزات تختص بكل منهما، ولا بحريات خدَّاعة يقيّدها الغرب بقيود جمّة حتى لا تهدد سلامة المجتمع وأمنه، كالحرية الدينية مثلاً بحجة حفظ المصلحة العامة، فيتم منع المسلمين في بعض أقطار العالم من إقامة الأذان أو تدريس الدين الإسلامي في مدارسهم أو إكراههم على تغيير أسمائهم ونزع اللباس الشرعي للمسلمات.
لن يصلح حالك تغيير انتمائك، فلا تركني إلى مغرياتهم ولا تتنازلي عن فرائض ربك، ولا تبيعي آخرتك بدنيا زينوها لك بأحلى وأبهى الألوان. وليكن شعارك "لست بالخب ولا الخب يخدعني" ولتتمسكي بحبل الله فهو حبل النجاة لك وللمسلمين جميعا من هذا الواقع المرير والذي سيرد كيد المعتدين. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾.
وعليه، فإن سياسة الدول الغربية الكافرة وعلى رأسها أمريكا، من أجل اكتساب مصالح معينة ولبسط كامل نفوذها لا يجوز النظر إليها بمعزل عن الحملة العشواء التي تشنها على الإسلام والمسلمين بأشكالها المتعددة العسكرية والسياسية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية تحت عنوان الحرب على الإرهاب، وبالتالي فهي حلقة من حلقات حرب الحضارة الغربية على الحضارة الإسلامية ليقضوا على طريقة عيشنا ومفاهيمنا الإسلامية.
فلنعتصم بحبل الله فهو خير الحافظين وهو على كل شيء قدير ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير رنا مصطفى
17 كانون الأول/ديسمبر 2010 هو بداية الثورات في العالم الإسلامي، أُنيرت شعلتها في تونس الخضراء ونتج عنها سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع القوات الأمنية الحامية للأنظمة الطاغية، وامتدت هذه الشعلة إلى مصر أرض الكنانة و اليمن أرض الحضارات وإلى ليبيا أرض حفظة القرآن ثم إلى سوريا الشام عقر دار المؤمنين.
لقد كُسر جدار الخوف في سوريا في 18 آذار/ مارس 2011 على يد أطفال لم يتملكهم الخنوع بعد كما تملَّك قلوب آبائهم وأجدادهم، ونادوا بالحرية ثم بإسقاط النظام. خمس سنوات مرّت وحملت الكثير الكثير من المآسي والآلام ودفع الناس الأبرياء ثمن هذه الحرية ثمناً باهظاً من قتل وتشريد وتدمير وسجن وتعذيب على أيدي شبيحة الأجهزة الأمنية وما يسمى بقوات مكافحة الشغب، وبفعل البراميل المتفجرة وقصف الدبابات وغارات الطائرات لجيش الطاغية بشار الذي أثبت كذب ادعاءاته بأنه حامي المقاومة والممانعة، وأنه حاكم يحمي شعبه ويرعى مصالحه ليعيش بأمن وأمان. لقد أيقظت صيحات الشباب و النسوة و الأطفال فيه الجينات الوراثية وحاول إعادة مجازر المقبور والده في حماة إلى الأذهان، غير أن ضربته الحديدية لم تفلح مع تكبيرات الله أكبر ومع الثبات على أن هذه الثورة هي لله وأن قائدهم للأبد هو نبيهم ورسولهم الكريم محمد ﷺ.
ولم يقتصر الأمر على آلة جيش الطاغية بشار فلقد استقدمت هذه الصيحات الإسلامية جيوش الدول الاستعمارية لِتَئِدَ هذه الثورة ولتقضي على الصحوة والمشاعر الإسلامية والحياة التي بدأت تدبُّ في المارد الإسلامي خوفاً من استيقاظه وقيامه من جديد، لأنه إشارة على أن زوال إمبراطوريتهم قد حان. فتحالفوا على المسلمين بمساندة زبانيتهم وعملائهم، وأوغلوا فيهم تقتيلاً وتهجيراً وتشريداً دون رادع لهم، فحججهم وتبريراتهم جاهزة كما كل مرة يعلنون فيها الحرب على البلاد الإسلامية، إنه الإرهاب ومحاربته وحماية بلادهم وشعوبهم منه!
خمس سنوات مرّت ومجريات الأحداث السياسية والإنسانية في سوريا تُظهر مدى وحشية الصراع الإقليمي والدولي عليها، فلم يسلم منه طفل أو شيخ أو امرأة، فالجميع سيّان ومستهدف. إلا أن المشكلات التي واجهت المرأة حظيت باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة خاصة وأنهن موجودات في مناطق النزاع المسلح بعد تكريس بند من بنود منهاج عمل بكين لواقع المرأة في هذه المناطق، فقد نوقشت أوضاعهن المأساوية ومعاناتهن في المؤتمرات والمحافل الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وغيرها من المؤتمرات وورشات العمل، بالإضافة إلى التحرك على صعيد المجتمع الأهلي بجمعياته النسائية والحقوقية، وكان جلّ إنجازاتهم هو اعتبار أن ما تتعرض له المرأة انتهاكاً لحقوق الإنسان، وللمبادئ الأساسية للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني. (لقد تمخض الجبل فأنجب فأراً)
هذا ما أنتجته هذه الحركات المكوكية وهذه الجهود المبذولة والتي لا قيمة لها في ظل هذه الهجمة الشرسة لكسر إرادة شعب كامل وإخضاعه لحلول على مقاس ديمقراطيتهم وترسيخ علمانيتهم التي لا قيمة للإنسانية فيها، وما هو حاصل من مجازر وتطهير عرقي وإبادات جماعية على أيدي قوات النظام والميليشيات وطائرات التحالف لكل من يعارض السياسة المدعومة من دول الكفر، لدليل على ما ينتظر الشعوب الإسلامية من بؤس وشقاء وليس المرأة على وجه الخصوص.
إن المعاناة التي تتعرض لها المرأة هي نتيجة عوامل كثيرة تتجلى في داخل سوريا وخارجها، كفقد الزوج أو الابن أو الأب (مقتل أكثر من 200 ألف شخص) وتعرضها للسجن والاعتقال (حوالي 7000 امرأة معتقلة) أو تحملها لأعباء الأسرة في حالة غياب المعيل والخوف من المجهول (حوالي 120 ألف عائلة أصبحت بدون معيل). أما في الخارج، فتتفاوت معاناتها بين وجودها في الدول المجاورة من البلاد الإسلامية حيث مخيمات البؤس التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة (حوالي 3 ملايين لاجئ يتوزعون بين لبنان والأردن وتركيا)، بالإضافة إلى المخاطرة بحياتهن وركوب الأمواج أملاً في الوصول إلى أوروبا (ما يقارب 3000 غريق)، ونضيف إلى ذلك حالهن مؤخراً في بلاد اللجوء حيث يتم إخضاعهن لقوانين تتعارض مع مفهوم الحريات المزعومة هناك كخلع النقاب ورفض استقبال المحجبات في المؤسسات التعليمية والحكومية، وتجريدها من ممتلكاتها الخاصة كالأموال والذهب، وتهديدها بالطرد وفصلها عن أولادها إذا لم تتعلم الإنجليزية خلال فترة معينة، ويلزمونهم بوضع أساور مضيئة لتمييزهم بعد أن قاموا بطلاء بيوتهم باللون الأحمر مما أدى لتعرّضهم للأذى من العامة، فهم بذلك يدّعون الإنسانية من ناحية ويغذّون العداوة والحقد من ناحية أخرى، كل ذلك بحجة الحفاظ على الأمن القومي من الإرهاب المتمثل بنظرهم في المسلمين.
إن الحال المأساوي الذي تعيشه المرأة المسلمة في كل مكان والذي لا يعتبر وليد الثورة أو ما بعد الثورة، بل هو نتيجة سنوات طوال مرَّت دون راعٍ يحميها ويذود عن شرفها وكرامتها، سنوات غاب العدل فيها فعمَّ الظلم الرعية، حالها هذا يثبت فشل كل الادعاءات الكاذبة من تحقيقٍ للمساواة وحمايةٍ للحقوق وتمكين لها في كل المجالات، ويظهر ذلك جلياً بمدى انتهاك حقوقها الشخصية حتى في البلاد الغربية، هذه البلاد التي استعمرت بلادنا ونهبت خيراتنا واستعبدت شعوبنا المستضعفة، فانتهكوا أعراضنا وحرمة بيوتنا ومقدساتنا باسم الديمقراطية والحرية التي لم ينتج عنهما سوى الحروب والدمار والخراب.
فاعلمي يا من أوصى بك رسولنا الكريم ﷺ ويا من جعلك دينك درة مكنونة تخيفين أعداءك بحجابك وبتقواك وتضحياتك التي سطرها التاريخ وما زال يسطرها، اعلمي أنه لن يصلح حالك بدولة مدنية لا وجود للدين فيها سوى في عبارة في دستورها أن دين الدولة هو الإسلام، ولا بسياسة ديمقراطية يكون المشرع فيها غير الله وهو الخالق المدبر، ولا مساواة مزعومة بين جنسين متفاضلين بما حباهما الله من مميزات تختص بكل منهما، ولا بحريات خدَّاعة يقيّدها الغرب بقيود جمّة حتى لا تهدد سلامة المجتمع وأمنه، كالحرية الدينية مثلاً بحجة حفظ المصلحة العامة، فيتم منع المسلمين في بعض أقطار العالم من إقامة الأذان أو تدريس الدين الإسلامي في مدارسهم أو إكراههم على تغيير أسمائهم ونزع اللباس الشرعي للمسلمات.
لن يصلح حالك تغيير انتمائك، فلا تركني إلى مغرياتهم ولا تتنازلي عن فرائض ربك، ولا تبيعي آخرتك بدنيا زينوها لك بأحلى وأبهى الألوان. وليكن شعارك "لست بالخب ولا الخب يخدعني" ولتتمسكي بحبل الله فهو حبل النجاة لك وللمسلمين جميعا من هذا الواقع المرير والذي سيرد كيد المعتدين. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾.
وعليه، فإن سياسة الدول الغربية الكافرة وعلى رأسها أمريكا، من أجل اكتساب مصالح معينة ولبسط كامل نفوذها لا يجوز النظر إليها بمعزل عن الحملة العشواء التي تشنها على الإسلام والمسلمين بأشكالها المتعددة العسكرية والسياسية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية تحت عنوان الحرب على الإرهاب، وبالتالي فهي حلقة من حلقات حرب الحضارة الغربية على الحضارة الإسلامية ليقضوا على طريقة عيشنا ومفاهيمنا الإسلامية.
فلنعتصم بحبل الله فهو خير الحافظين وهو على كل شيء قدير ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير رنا مصطفى