أكد رئيس الوفد السوري المعارض في مفاوضات جنيف العميد أسعد الزعبي أن على الوفد الانتظار بعض الوقت حتى تحرر مدن كبرى في سوريا على أيدي فصائل المقاومة السورية قبل العودة للتفاوض مع نظام اﻷسد وحلفائه.
وقال الزعبي: إن ما يحدث في حلب هو هزيمة لروسيا "مرغت أنفها في التراب" ما جعلها "تستنجد بالأمم المتحدة لإقامة هدنة"، متمنيًا أن تدرك أن "أمريكا زجتها في مستنقع لا مخرج منه إلا بالموت".
واعتبر الزعبي أن "الدب الروسي لم يستفد من الدرس الذي تعلمته ميليشيات إيران
و العراق وميليشيا حزب الله في سوريا"، مشيدًا بانتصارات حلب، ومؤكدًا استحالة حصارها عسكريًّا.
وكان الوفد المعارض قد انسحب من جنيف نتيجة تعنت نظام اﻷسد وحلفائه وعدم جدية المجتمع الدولي في الضغط عليهم، فيما أكدت مصادر مقربة من روسيا و نظام اﻷسد استعدادهم للتفاوض بعد تطويق حلب وعزل الشمال السوري لفرض الاستسلام على المعارضة. (موقع الدرر الشامية)
تعليق جريدة الراية:
إن كلام أسعد الزعبي، رئيس الوفد السوري المعارض المشارك في مفاوضات الذل والعار في جنيف، يدل على محاولات جعل انتصارات المسلمين في حلب، والتي جاءت نتيجة تضحيات جسام، أداة تُستخدم في المفاوضات التي تهدف أمريكا من ورائها إلى الحفاظ على نفوذها في سوريا.
وقد سبق أسعدَ الزعبي في قوله هذا عضوُ الائتلاف نصر الحريري الذي قال: "إن انتصارات حلب ستكون مهمة لمفاوضة النظام للوصول لحل سياسي". فليحذر أهل الشام من أن تتكرر فيهم سيرة أهل فلسطين الذين خانت دماءهم وتضحياتهم وثوابتهم منظمة التحرير، فتنازلت عن الأرض المباركة فلسطين لكيان يهود الغاصب، أو تتكرر فيهم مأساة أفغانستان حيث قاتل المسلمون هناك ببطولة قل نظيرها وقدموا التضحيات الجسام في مواجهة جيش الاتحاد السوفييتي وحققوا انتصارات كبيرة، فكانت بعد الانتصارات العسكرية هزيمة سياسية، وذلك لأن أمريكا هي من قطف ثمرة الانتصارات من خلال قادة من المسلمين ارتبطوا بها، فتم تسخير انتصارات المسلمين في أفغانستان لخدمة مشاريع أمريكا وتركيز نفوذها هناك.. والآن يعمل عملاء يلبسون ثوب الثائرين ويظهرون بمظهر المضحين، ويقدمون أنفسهم ناصحين، وما هم إلا عملاء ينفذون سياسة الأعداء فيقولون لأهل الشام: آن أوان المفاوضات بعد الانتصارات، آن أوان الحل السياسي، وإياكم والتأجيل فقد تخسرون كل شيء!!..
وهكذا يُراد لأهل الشام أن تكون تضحياتهم ثمنا ليس لتحررهم وإنما لتركيز نفوذ عدوهم. إن على أهل الشام أن يعلموا أن الذي يقيهم ذلك هو اعتصامهم بحبل الله وسيرهم في تحقيق المشروع السياسي الذي ينقذهم وينقذ سائر المسلمين، وهو مشروع إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وليعلموا أن أي ارتباط بأي دولة غربية أو إقليمية، بصرف النظر عن المبررات التي يسوقها المرتبطون، فإنه لا يدفع ثورتهم إلى الأمام ولا يقربهم من النصر بل إنه يجهض ثورتهم، ويذهب بتضحياتهم سدى.. فالثبات يا أهل الشام والصبر على أمر الله، وانبذوا الخونة الذين يزينون لكم الخضوع لأعداء الإسلام؛ أمريكا وروسيا وغيرهما. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ـــــ بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 10 آب\أغسطس 2016م
المصدر: http://bit.ly/2bdvJvz