جعلت بعض الجماعات والتنظيمات من الواقع مصدراً للتشريع بدلاً من أن يكون موضعاً للتغيير وإتخذت منه قوانين وأنظمة تسلحت بها وخزنتها في جعبتها لتفرضها على الناس بعد معاركها الفكرية مع الأمة ولم يعد خافياً على أحد تلك التشريعات الوضعية الهدامة للأمة التي كرست أنظمة الحكم و التي تُريد أن تقنع الناس بعدم تغيير تلك الحياة التي باتت سمومها ممزوجة بحكامها وأنظمتها، ونظرة لتلك التشريعات المستمدة من القانون الوضعي أنها لم تُغيير من واقع الامة شيئاً فقالت بإصلاح الفرد و الصبر على الإبتلاء وغيرذلك من كلمات تكرس واقع الأنظمة، ودليل ذلك بأنهم و منذُ أكثر من عشرات السنين وتكاد أن تصل للمئة يتظاهرون بتلك المقالات ولم يُغيرو من الواقع شيئا فيجعل الرجل يدعو بيته وأهله وجيرانه 100 عام ولا يظهر لذلك أثر في المجتمع بل المجتمع بمجمله ينحدر نحو القاع.وطرف آخر يأخذ من الإسلام القليل و يترك الكثير ويجعل السنة بمقام الفرض بتشديده عليها والفرض بمقام السنة بتفريطه ببعضها وتهاونه فيها وهذا إن دل فإنما يدل على الفهم الخاطئ للإسلام ولطريقة النبي في تغيير مجتمعه.لم يحصر رسولنا تفكيره في أمور الحجاب ولا في تقصير الثوب كواقع بعض التنظيمات اليوم والحقيقة أن عمله لم يكن مركزا على إصلاح الفرد ولم يطلب من الناس أن يبقوا صابرين عشرات السنين على حكم الكفر ، بل كان عمله تغيير الواقع تغييراً جذرياً بمقارعة قريش سياسياً وتعريتها فكريا وطلب النصرة من الجيوش وهذا من أهم الأعمال السياسية.
وهنا يأتي العمل على الجوهرة التي تضيئ الأمة بنورها ونور أفكارها التي إستمدته من كتاب ربها وجعلت من الطريقة دربا واحدا وهي الطريقة التي خطها نبيها محمد رسول الله فلم تجعل من الواقع مصدراً لتفكيرها بل جعلته موضعاً للتغيير ، ولم تأخذ من الإسلام القليل بل أخذته شاملاً فبعد أن وضعت بعض الجماعات والتنظيمات أفكاراً وطنية وقومية وغربية في الأمة وصارت الأمة في حيرة من أمرها يأتي عمل شباب حزب التحرير بأن أُوجدوا فكرة الحكم في الإسلام وجعلوا الإسلام نظاماً لحياة الناس لا يدخله شيئ من خارج القرآن ولا سُنن غير سنن قائده محمد وهنا عمل شباب حزب التحرير الجاد المُجد لتثبيت أفكار الناس على الفهم الصحيح وإعادة الثقة بالله لا بغيره وأنه لا طريق للنجاة إلا طريقة العمل لتغيير هذا الواقع تغيير جذري وهذا العمل لا ينتج إن كان فردياً بل يجب أن يكون ضمن حزب كحزب الرسول الذي إنقلب على قريش.رغم كل المكائد و السعي لحرف الثورة عن مسارها الصحيح إلا أن الامة مازالت حية وقلبها ينبض بنبض الإسلام ومطلبها الوحيد شرع الله لا شرع أمريكا ونظام الإسلام لا نظام ديمقراطي وضعي.نحن على موعد مع وعد من الله و بشرى من الرسول وعلى الأمة أن تختار طريقها وتميز بين الصفوف وترى من يرفع لواء الحق فتمشي خلفه ومن يرفع شعار الباطل فتجابهه وتسقطه.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الحسن