• هي الثورة السورية، أعظم فعلٍ قام به جمعٌ من أبناء الأمة، لاستعادة سلطانها السليب، بعد اغتصابه منذ مائة عام.
• هي ثورة خرجت بدايةً ضدّ الظلم والطغيان، ثم ما لبث أن تبلور هدفها وتحدّد بإسقاط النظام العميل للغرب في سوريا، وإعادة دولة الأمة، دولة الخلافة... حتى أصبحت محطّ أنظار المسلمين، ومصدر رعبٍ يهدد مستقبل دول الغرب الكافر.
• لكن لسذاجة القائمين على أمر الثورة، وإعراضهم عن الاستماع إلى نصائح المخلصين من أهل الخبرة والسياسة، فقد سقطوا في فخاخ أعدائهم، وعرّضوا الثورة العظيمة وأهلها إلى ضربات وطعنات، حتى باتت توشك على السقوط.
• فبعد أن فشلت أمريكا في القضاء على الثورة عبر آلة القتل والتدمير التي جسّدها النظام والروس والإيرانيون، لجأت إلى المكر والتحايل والخداع، عبر تركيا والسعودية وقطر والأردن، فلوّحت لقادة الفصائل بدولاراتها، وأوهمتهم أنّ ما بيدها هو ماء الحياة وسبب النصر والتمكين، فأخذوه منها وتجرّعوه، ولم يعلموا أنه السمّ الزعاف، إلا بعد سريانه في أجسادهم ووصوله حتى النخاع.
• ودارت دورة الثورة العظيمة، وتحوّل الفتح والنصر إلى هزيمة وانسحابٍ وتسليم، بعد أن رُبطت أعناق القادة والشرعيين، ودُفعوا دفعاً إلى تقتيل المجاهدين بعضهم ببعض، وسيقوا سوقاً إلى دوّامة هدن آثمة أظهرت التخلي عن هدف إسقاط النظام، ومتاهة مفاوضات بائسة أعلنت القبول بشراكة النظام، وأيّ نظام؟! إنه قاتل الأطفال والنساء والشيوخ، المحارب لديننا والمنتهك لحرماتنا والغائص في دمائنا وأشلائنا حتى الأعناق.
• وهاهم الرويبضات من العسكريين ممثلي الثورة في آستانا قد وقّعوا بأيديهم الآثمة على وقف إطلاق أيّ نارٍ ضدّ النظام... وهاهم السياسيون العلمانيون ممثلو الثورة في جنيف يستعدون لتولي كلّ ما يُلقى لهم من فتات الحقائب الوزارية من قبل النظام... بينما يحاول وكلاؤهم الملتحون تجميع الفصائل المجاهدة تحت وزارة دفاع تابعة لهم ستقودهم إلى حضن النظام... وأما من كنا نحسبهم من المخلصين فمنشغلون بمحاولات استرضاء الأعداء، قد نسوا فتح الجبهات لسدّ الثغور، وانهمكوا بكيفية إدارة المناطق المحررة إدارة مدنية!
• وانطلاقاً من حرصنا على إيصال ثورتنا إلى مبتغاها ومنعها من التردي والسقوط، فإننا في حزب التحرير ندعو أهلنا في الشام دعوة فيها الفلاح لهم ولمن وراءهم من أبناء أمتهم بإذن الله.
• فيا أهلنا في الشام استعينوا بالله واصبروا، ولا تخافوا في الله لومة لائم، وخذوا على أيدي قادة فصائلكم، ووجهوهم وحاسبوهم، وتعالوا بهم لنتوحّد جميعاً على المشروع السياسي الذي يرضي الله ويقيم دينه، مشروع الخلافة، لتنالوا به عزّ الدنيا والآخرة، وتتمكّنوا يا أهل الثورة والتضحية والجهاد من قطف ثمرة ثورتكم وتضحيتكم وجهادكم، وإلا فسيقطفها أعداؤكم، ولن تنالوا بذلك إلا الخزي والندامة في الدنيا والآخرة...
• يا أهلنا الثائرين في الشام... هذه دعوتنا لكم، وسنشهد لكم أو عليكم بها أمام الله... فما أنتم فاعلون؟!
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبد الحميد عبد الحميد
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا