press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مقالة 2

 

 

في كل مرة تقوم بها تركيا بعقد مؤتمرات أو لقاءات مع نظرائها الروس والإيرانيين، ومنذ تسليم حلب حتى يومنا هذا، كانت تحسب حساباً للشارع فتقوم باللعب على التصريحات وكأنها مغلوبة على أمرها، فيبرر لها من يسمى علماء " فقه الاستضعاف" والأبواق التبريرية أفعالها وأقوالها.
أما مؤخراً، وعندما تأكد النظام التركي من إحكام سيطرته على قيادات الثورة المصنعة وولائهم له، تجرأ على إبداء مكنوناته الخبيثة، من مصالحة النظام المجرم والسعي للقضاء على الثورة، تمهيداً لاستباحة الدماء والأعراض والحرمات.
ولولا ذلك لما صرّح نظام تركيا أردوغان مؤخرا بمصالحة ما أسماها المعارضة مع النظام المجرم، ما من شأنه أن يسهم في إفقاده جزءاً من تأثير سياسة الاحتواء التي مارسها لسنوات خدمة لأسياده.
ففي المرات السابقة وعقب كل تسليم لمنطقة كان أردوغان يراوغ ويقوم بتصريحات نارية مع ذرف دموع التماسيح، لتخدير الناس وامتصاص غضبتهم، خوفاً من استردادهم لقرار الثورة وقلب الطاولة على المتآمرين وفتح الجبهات ضد نظام أسد المجرم الذي ما فتئ النظام التركي يدافع عنه بشكل أو بآخر، وإلا ما تفسير دخول جيشه وعلى جناح السرعة إلا لهذه المهمة القذرة خوفاً من استعادة الثائرين لقرارهم المسلوب، وذلك ليقوم جيشه بتكبيل القوى الثورية ومنعها من أي عمل يسهم في زلزلة عرش النظام؟!
ولكنه مؤخراً أخذ يقوم بتصريحات سافرة لا يراعي فيها أرملة ولا طفلا صغيراً ولا أماً لشهيد، تنفيذاً لمخططات أسياده الأمريكان الهادفة للقضاء على الثورة وفرض الحل السياسي المسموم الموكّل بتنفيذه.
هذا وعندما يلتقي فرعون الشام مع دجال أنقرة وتستوي الأمور بينهما، بعدما ظنّ أنه تمكن من إمساك مفاصل الثورة عبر قيادات باعوا دينهم بدنيا غيرهم بعرض من الدنيا قليل، قد يقوم بخطوات أكثر جرأة عما سبقها لتنفيذ ما اتفقا عليه، فيسحب جيشه ليسلم ثورة الشام لسفاح الشام، بل و أكثر من ذلك، ليحارب الثائرين تحت شماعة مكافحة الإرهاب.

ونقول لأهلنا الثائرين في الشام أولياء الدم، إن من زعم نصرتهم و تسلط على قيادة ثورتهم يفصح عما أخفاه لسنوات، وما دفعه لذلك إلا ثباتهم وتضحياتهم وعزمهم على إسقاط النظام المجرم، وها هو يكشف الغطاء لتسقط آخر ورقة توت يتستر بها، فما عليهم إلا الاستجابة لأمر الله بالتبرؤ منه بشكل كامل، واتخاذ قيادة واعية مخلصة للثورة من صادقي أهلها، صاحبة رؤية ومشروع سياسي من صلب عقيدتنا، لم تبدل، متمسكة بثوابت الثورة و أهدافها و على رأسها إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، فابناء الثورة وحاضنتهم الشعبية هم وحدهم أصحاب القرار و عليهم أن يعملوا لاستعادته من جديد.
قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ* هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).

==
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فارس أبو إيثار