press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

اقتتالكم إثمٌ لا عذر لكم فيه

 

 

 

ما إن استبشر أهل الشام بثورتهم على طاغية الشام منذ سنيّها الأولى حتى تعرّضت لعدة انتكاسات ، حرفتها عن مسارها الصحيح في إسقاط النظام وتحكيم الإسلام بل وأوردت أهلها المهالك .
فمن المال السياسي القذر الذي كبّل الفصائل ، إلى سلب قرار المجاهدين من قبل قادتهم المرتبطين بالدول الخارجية ، إلى افتعال الاقتتالات الداخلية لقتل خيرة المجاهدين خدمة للنظام المجرم ، إلى تسليم البلاد بموجب الاتفاقيات الدولية ... وما زال الحال المأساوي على ما هو عليه حتى اليوم .

واليوم يعود الاقتتال الداخلي بين الفصائل ليكرّس للناس ويثبت لهم حجم التآمر والخيانة التي يقوم بها قادة الفصائل في سبيل القضاء على هذه الثورة ، فبدل أن تتنافس الفصائل وتتسابق على فتح الجبهات وتحرير البلاد تتصارع هيئة التحالف والجيش الوطني في اقتتال عبثي للقضاء على ما تبقى من نفس ثوري لدى حاضنة الثورة و الصادقين من أبنائها ، فتراهم يستبسلون في معاركهم الداخلية مع إخوتهم وأبناء دينهم وجلدتهم يكبّرون ويقتلون ويقصفون متغافلين عن وعيد الله لمن استحل الدم الحرام بغير حق، قال تعالى:
{ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمًا }
واليوم وبعد أن تكررت هذه الاقتتالات الآثمة خلال سنيّ الثورة فلا عذر لأي عنصرٍ في أي فصيل أن يكون طرفاً في هذا الاقتتال أو أن يشارك فيه ولو بكلمة ، لقد احتضنتكم الأمة لتدفعوا عنها عدواً يتربص بها الدوائر وليس لكي تصبحوا أعداءً فيما بينكم !!! ثم تأتون لتَمنّوا على الأمة وتزاودون عليها بجهادكم .

فلتعلم أيها " المجاهد " أنك سمّيت مجاهداً لأنك تبذل جهدك ونفسك ومالك وتضحياتك في سبيل الله الذي لا تضيع عنده التضحيات ، فكيف ترضى أن تبذلها في سبيل قائدٍ لا يملك أن يدفع عن نفسه العذاب علاوةً عنك !؟
إنك ستأتي الله فرداً وستحاججك الدماء التي سفكتها بغير حق إرضاءً للقائد الذي اشترى وعيد الله وغضبه مقابل نزواتٍ شخصيةٍ أو حفنةٍ من الدولارات لن تنفعه يوم السؤال ، فاحفظ نفسك ولا تعن ظالماً على ظلمه ولا تطع أحداً في معصية فالاقتتال إثمٌ لا عذر لك فيه.
واعلم أن الأمة تنتظر منك توبةً لله، تصحح بعدها المسار، وتستعيد القرار، وتفتح الجبهات، سائراً بذلك خلف قيادةٍ سياسيةٍ واعية صادقة، تحفظ التضحيات وتكشف المؤامرات حتى إسقاط نظام الإجرام في دمشق وتحكيم شرع الله، وما ذلك على الصادقين المخلصين ببعيد .

 


========
عبد الباسط أبو الفاروق