press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

بعد إكمال الشهر السادس على انطلاقه ماذا حقق الحراك

 

 

قد يتساءل البعض: بعد إكمال الشهر السادس على انطلاقه، ماذا حقق الحراك.. فنقول وبالله التوفيق:

إن مما حققه الحراك أنه أثبت أن الفكرة أقوى من البندقية، وأن البندقية لا تستطيع قهر الفكرة، وإن كانت تستطيع قتل صاحبها. وأثبت أن الكلمة لا تستطيع حبسها السجونُ والمعتقلات، وإن استطاعت حبس قائليها وتكبيلهم بالسلاسل والقيود.

لقد أثبت الحراك أن النزول إلى الشوارع الميادين يقض مضاجع الظالمين، وأن قصاصة من ورق ملقاة على كتف الطريق لكفيلة بخلخلة صفوف الخونة، وزعزعة عروش المتكبرين.

لقد أثبت الحراك أن الأعمال السياسية، من اللقاءات والاجتماعات والتصريحات، والتعاهد على العمل والتواثق على متابعة المسير، هي الأخطر على مغتصبي السلطان، وهي المنتجة في عملية التغيير، وهي التي ترغم أصحاب القرارات الجائرة على العدول عن قراراتهم، خوفاً على عروشهم من التداعي والانهيار، ولذلك تراهم يلاحقون أصحاب هذه الأعمال السياسية بالسجن والاضطهاد والتنكيل.

لقد أثبت الحراك أنه لا بد للكتلة العاملة للتغيير من بيئة حاضنة، تعينها وتغذيها، وتقيها من شرور الظالمين، كما أن البذرة بحاجة إلى تربة طيبة، تمدها بالماء والغذاء، لتغدوَ شجرة باسقة، تضرب جذورها في أعماق الأرض. ولولا تلك البيئة الحاضنة لم تكن الكتلة العاملة قادرة على البقاء والاستمرار.

إن مما حققه الحراك فتنةَ كتلة العاملين للتغيير وامتحانها، وزيادة قوتها بفضل من الله، بعد أن ثبتت وصمدت واستمرت تعمل رغم التمحيص والابتلاء، متابِعة مسيرها بعون الله نحو تحقيق الهدف الكبير، ألا وهو إعادة عزة الإسلام والمسلمين، بإقامة دولة الخلافة، وإعادة تحكيم الشريعة.

إن مما حققه الحراك أن امتحن الظالمون المجرمون من عملاء التحالف حجمَهم، واختبروا قوتهم، فأدركوا ألا طاقة لهم على مجرد التأثير في خط سير هذه الدعوة المباركة، فضلاً عما كانوا يظنون أنفسهم قادرين عليه إزاء وجودها وعملها، فقرروا العودة عن غيهم خائبين، وأصبحوا يفكرون بكيفية الخروج بهدوء من هذا المأزق الذي حشروا أنفسهم فيه، محاولين فقط المحافظة على شيء من ماء وجههم المراق أمام حشود المراقبين.

لقد أثبت الحراك أن رفع الصوت في وجه المجرمين، واستمرار مطالبة صاحب الحق بحقه من مغتصبيه الظالمين، لكفيل بأن يردع كلاً من المجرم والظالم عن متابعة الظلم والإجرام، وأثبت أن كشف الخطط والمكائد والمؤامرات لكفيل بمنع حدوثها، وأن الخائن العميل سوف يحسب ألف حساب قبل إقدامه على تنفيذ تلك خطط المخططين ومؤامرات المتآمرين.

لقد أثبت الحراك أن في المحرر عيوناً ساهرة متيقظة، في وجه كل من يريد شرّاً بثورتنا وأهلنا الثائرين، ورُوّاداً ناصحين لا يكذبون أهلهم، وأصوات حق ترى بنور الله، ومستعدون للتضحية والابتلاء فداءً لتضحيات وثورة هذا الشعب الكريم.

لقد أثبت استمرار الحراك طوال تلك الفترة الماضية أن هناك حزباً سياسياً، قد حدّد هدفه بوضوح ودقة، ويعمل لتحقيقه بعزم وتصميم، تاركاً للأذلة العملاء المساوماتِ والمفاوضاتِ وتقديم التنازلات، وإذا أتيحت له القدرات، ووضعت تحت تصرفه الإمكانيات، فهو بعون الله قادر على زلزلة عروش الغرب والشرق، وإعاد رسم خرائط السياسة العالمية، في فترة من الزمن قصيرة، قد لا تخطر على بال.

فيا أيها السائل ماذا حقق الحراك.. هذا مما حققه الحراك.. وأخاطبك بما خاطبك به رب العالمين فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).

=====
أ. عبد الحميد عبد الحميد
رئيس لجنة الاتصالات المركزية في حزب التحرير - ولاية سوريا