press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مشروع الإسلام سبيل خلاصٍ مالَهُ من مَناص

 

 

 

في ظل ما تشهده أمة الإسلام من نكبات ، وما تعانيه من جراحٍ وآلامٍ بعد فقدانها لكيانها ودولتها مصدر عزّتها التي أسقطها الغرب الكافر ، وما تعانيه من الفرقة والتقسيم وسلب القرار من حكام الضرار أذناب الغرب في بلادنا الإسلامية ، يقف مشروع الإسلام محطّ الأنظار في أذهان المسلمين ، يرتقي يوماً بعد يوم ليكون سبيل الخلاص من أنظمة الحكم الجبري ، ومن الذل والهوان الذي يعيشه المسلمون في بقاع الأرض قاطبةً ، وهذا هو الصراع الحقيقي بين الإيمان والكفر والحق والباطل ، بين مشروع الإسلام الربّاني ومشاريع الغرب الوضعية .

فأنظمة الغرب وبعد إسقاطها لدولة الإسلام (الخلافة العثمانية) عملت جاهدةً على انتزاع النَفَس الإسلامي من أبناء أمة الإسلام ، وزرع مفاهيم القومية والوطنية والعرقية والقبلية في نفوسهم ، لإبعادهم عن مصدر عزّتهم ألا وهو الإسلام ودولته ، ومع انطلاق ثورات الربيع العربي ضد الأنظمة العميلة للغرب نتيجة الظلم والقهر والشقاء ، الذي عانى منه المسلمون في ظل الحكم الجبري ، وتسلط حكام الضرار وتطبيق الأنظمة الوضعية الرأسمالية ، ما كان للمسلمين إلا أن يبحثوا عن البديل الحقيقي ، وعن سبيل خلاصهم من واقعٍ مريرٍ يعيشونه ، يبحثون عن البديل الذي يحقق لهم الراحة والطمأنينة ويُكسبهم عزّ الدنيا والفوز في الآخرة .

أيُّها المسلمون إن ما يروِّج له الغرب من مشاريع علمانية وضعية لن تجلب لنا سوى الشقاء ، وحربهم على الإسلام قائمة ولن تتوقف ، لأنهم يدركون إدراكاً تاماً ما إن ينهض المسلمون ويستعيدوا سلطانهم ودولتهم ، فإن مشاريع الغرب الكافر ستسقط ، وكذلك عروش حكام الضرار الواهية ستسقط أيضاً ويزول حكمهم ، لذلك كان علينا التمسك بديننا والاعتصام بحبل الله المتين ، والالتفاف حول مشروع الإسلام العظيم فوحده الذي سيؤلف بين قلوبنا و يجمع قوانا و يحدد أهدافنا و نهج عملنا ، و هو الذي يحقق خلاصنا و فوزنا في الدنيا و الآخرة ، و لن تنجح عندها بإذن الله محاولات المكر والتآمر علينا .
وعلينا أيضاً أن نتذكر قول الله تعالى : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} فهذا الطريق شاق ومليء بالمصاعب ، وهو طريق الأنبياء في التغيير ، و علينا أن نقدم الغالي والنفيس في سبيله ، مؤمنين بأن الله سبحانه وتعالى ناصرنا ومعيننا ، ما إن التزمنا أوامره ونواهيه حتى ندحر المشاريع الوضعية الفاسدة ، بتبنى مشروع الإسلام العظيم المتمثل بالعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بخلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة ، ليكون سبيلاً للخلاص ولإعادة العزّ والتمكين للمسلمين ، ولنكسب رضوان الله في الدنيا والآخرة ، فالعمل هو الواجبٌ علينا ، أما النصر فبيد الله وحده يؤتيه لعباده المؤمنين المخلصين .

قال تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}

=======
علي مـعـاز