press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

انحرقت الكروت وتعطّلت الأزرار والثورة تمضي لاستعادة القرار

 



لقد سمعنا في خطابات " الجولاني " سابقاً عن الأزرار وعن وظائفها ، و التي تبدأ في مرحلة التسخين حتى تصل إلى الانفجار الشامل ، وفي خطابه لم يعرض لنا التفاصيل ، بل تركها محض كلام حتى نراها عملياً على أرض الميدان ، وانطلقت مرحلة التسخين بالاعتداء على المظاهرات السلمية برمي الحجارة تارةً ، وبمسيراتٍ مؤيدة " لمطبليه " تارةً أخرى ، واستمر في أعمال التسخين حتى وصل إلى مرحلة الانفجار وقلب الطاولة ، والتي تطلّبت منه استنفار قطعان الشبيحة الملثمين والهجوم العلني على المظاهرات ، والتعدي على المتظاهرين بالسكاكين والطعن وحرق السيارات ورمي القنابل على بيوت بعض الثائرين لترويعهم وإرهابهم ، وآخرها كانت فضّ اعتصام مدينة إدلب بطريقة تشبيحية أعادت ذاكرتنا إلى تشبيح نظام أسد المجرم وقمعه لثورة الشام ، تعرض فيها المشايخ وكبار السن والحرائر ورجال الثورة للطعن بالسكاكين والضرب المبرح بالعصي وإطلاق النار في الهواء لتفريق المعتصمين ، ومصادرة ممتلكاتهم من جوالات وسيارات وكافة معدات الاعتصام وغيرها ، فكانت هذه هي الخطوات العملية لتبين لنا ماذا تعني هذه الأزرار عند الجولاني العميل ، خطوات عملية يكشف بها القناع عن وجهه البعثي ، وعن تشبيح أمنييه ومشابهتهم لنهج الطاغية بشار أسد المجرم ، وما أن قاربت مرحلة الأزرار على الانتهاء خرج علينا من جديد ليطرب آذان مرقعيه وشبيحته ، ويدعي كذباً وزوراً أنه لم يستخدم القمع حتى الآن ، وإنما يستخدم لغة الحوار وأسمَعَنا بأنه يمتلك خمسين كرتاً ليستخدمها لقمع هذه التظاهرات التي تعبث بالمكتسبات وبأمن المحرر !!!
طبعاً مرحلة استخدام الكروت سرعان ما انتهت بسرعة ، بحراك شعبي قوي اضطر أن يستخدم كروته الـ ٥٠ دفعةً واحدةً فمن استنفارٍ وقطعٍ للطرقات ، إلى ملاحقة الثائرين وضربهم بقنابل الغاز المسيّل للدموع ، إلى إطلاق النار و الضرب بالأدوات الحادة والعصي ومحاولات الدهس بالمصفحات ، والتشبيح العلني الصريح بالعديد من المناطق ، مع تجهيز المواد الإعلامية مسبقاً ليرتكب جريمته الكبرى و خيانته العظمى وهي خداع المجاهدين ، ليزج بهم في مواجهة أهلهم و إخوانهم ، و هم الذين ما خرجوا إلا نصرة لدينهم و لرفع الظلم عن أهلهم .
لقد زعمت أبواق الجولاني و طبوله أنّ المتظاهرين يطعنون بالمجاهدين ، حتى جاءت المقاطع المرئية التي وثّقت ماحدث ، لتكذّب فبركات إعلام الجولاني و افتراءاته و تكشف حقيقة ماحدث .
كما حاول بعض المنتفعين من الواقع في بعض المناطق ليعطوا الشرعية لإجرامه ، و لكن شمس الحقيقة لا تغطى بغربال الخداع .

أحداثٌ كثيرة تسارعت في الآونة الأخيرة أقل ما يقال عنها بأنها أظهرت قوّة الأعمال السياسية المنظمة ، وكشفت عن مدى الوعي الكبير لدى أهل الشام الثائرين ، وأثبتت بأنه لا يمكن الالتفاف على مطالب الحراك المبارك ولا خداع الأحرار الثائرين .
إن مواقف الثائرين الأحرار في أرض الشام من إخوانهم المجاهدين الأبطال معروف للجميع و ظاهرٌ بخطاب الأخوّة والوحدة .
و التفريق بين المجاهدين المرابطين و بين أهلهم الذين يخرجون بالحراك الثوري ضد الجولاني العميل هي مخططات و أعمال القادة الأقزام وأمنييهم اللئام ، فكان من أهم العبارات التي رفعها الأحرار في المظاهرات : " يا مجاهد يا أخونا ... الأمنيين والله ظلمونا " ، والآن يقع على عاتق العسكريين والمجاهدين بأن يدركوا عِظم الجريمة الكبرى التي يرتبها الجولاني و زبانيته ، و عليهم أن يتخذوا موقفهم حيال هذه الأفعال الإجرامية التي يرتكبها الجولاني وقطعان الشبيحة بحقّ أهلهم ، وأن يرجعوا لحاضنتهم الثورية التي كانت وما زالت خير داعمٍ للمجاهدين منذ بداية الثورة ، وأخيراً فقد وصلت ثورة الشام إلى مرحلة واضحة المصير ، وهي أن هؤلاء القادة ممن يتبعون لمخابرات الدول ويتاجرون بالثورة وتضحياتها أصبح سقوطهم حتمياً ، فقد استنفذوا جميع أزرارهم وكروتهم.
وأهل الشام وصلوا لمرحلة وعيٍ كافيةٍ كي ينحاز أبناؤهم من المجاهدين إلى صفّهم ، وهذه الثورة ستبقى ماضية مستمرة بإذن الله حتى تنال مرادها وغايتها الأسمى والأعظم بإسقاط النظام المجرم و إقامة حكم الله على أنقاضه.

فيا أهل الثورة الأبرار مهاجرين وأنصار ثائرين ومجاهدين اعتصموا بحبل الله وكونوا مؤمنين بأن نصر الله محتوم لعباده الصادقين المخلصين . قال تعالى :
{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا }

-----------
علي مـعـاز