press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

بدأها جاوييش أوغلو سابقاً ويعيدها مجدداً هاكان فيدان والكلمة الفصل

 

 

تصريحات النظام التركي بشأن المصالحات مع نظام أسد المجرم ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، وتتكرر تصريحاته بين الفينة والأخرى ويتزامن معها أفعال خطيرة على الثورة والثائرين ، فتارة يفتحون معبراً في مناطق ريف إدلب ، وتارة يفتحون معبراً في مناطق ريف حلب ، و أخرى يدخلون وفوداً لروسيا المجرمة بدوريات مشتركة داخل المناطق المحررة ، ولن يكون آخرها محاولة فتح معبر أبو الزندين في مدينة الباب .

إن هذه التصريحات وهذه الأعمال إنما تدل على خطوات عملية ، واختبارات للثائرين وجس نبضهم ، وهي محاولات لإنهاء الثورة في الشام وإنهاء ملفها على طاولة السياسة الأمريكية .

وفي كل مرة يتم فيها فتح معابر مع النظام المجرم تساق الحجج الواهية من قيادة المنظومة الفصائلية العميلة ، ومن حكومات الأمر الواقع التابعة للمخابرات التركية فيختبئون وراءها خوفاً من غضب الشارع .

إلا أن الثائرين على نظام الإجرام ، والمهجرين من مناطقهم لم تعد تنطلي عليهم هكذا أعمال مخادعة ، فكلنا تابعنا كيف خرج الثائرون في شمال سوريا سابقاً في آب ٢٠٢٢ ، عندما صرح جاويش أوغلو الوزير السابق للخارجية التركية و قال " إنه من الضروري تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما ، وقال : لن يكون هناك سلام دائم دون تحقيق "المصالحة " فسرعان ما رد الثائرون عليه في ساحات الثورة وميادينها ، بأنهم هم أصحاب القضية وأصحاب الكلمة الفصل فيها ، ولن يسمحوا بأذن الله لتركيا ولا لغيرها بنسف تضحيات أعظم شعب ، أذاق أمريكا حامية النظام المجرم الويلات حتى شاب الشعر في رأس حكامها عندما قال أوباما الرئيس الأمريكي السابق : " أنا على ثقة تامة أن القسم الأكبر من الشيب في رأسي بسبب الاجتماعات التي عقدتها بشأن سوريا "

وها هو النظام التركي متمثلاً بوزير خارجيته الجديد هاكان فيدان يعيد محاولة تثبيت فكرة أن تركيا تعمل جاهدة لإكمال جميع مراحل التطبيع خطوة خطوة حسب الخطط الأمريكية مع النظام المجرم ، فقد قال في مقابلة مع قناة "خبر تورك" التركية ، إن "أهم شيء تمكن الروس ونحن من تحقيقه في سوريا هو أنه لا توجد حرب حالياً بين النظام والمعارضة .
إن مفاوضات أستانا والأشكال الأخرى جعلت ذلك ممكناً في الوقت الحالي"

وقد حدث قبل التصريح وبعده عملين اثنين ، فقبل أيام من التصريح المتلفز حاول النظام التركي تسيير دورية مشتركة ، وإدخال وفد روسي بالتعاون معه إلى مدينة الباب ، فما كان من الأهالي إلا أن قطعوا الطريق على الوفد ورموه بالحجارة ، كما فتّشوا السيارات لطرد الروس المجرمين ، بمنظر يدل دلالة واضحة بأن الثائرين لم ينسوا ثورتهم وتضحياتهم وإجرام الروس اتجاههم .

أما العمل الثاني فكان من نصيب المجلس المحلي لمدينة الباب المرتبط مع تركيا ، وهو الإقدام بكل وقاحة على فتح معبر أبو الزندين مع النظام المجرم ، فلم يكن تعامل الثائرين مع الحدث مختلفاً جداً عن سابقه ، فقد سارع أهل المنطقة والقاطنين فيها من المهجرين الثائرين على النظام المجرم بتنظيم مظاهرة حاشدة ، احتجاجاً على الطريق المقرر من خلاله فتح المعبر ، لإيصال رسالة واضحة بأنهم لن يقبلوا لا بدخول وفد روسي ولا بتسيير دورات روسية تركية مشتركة ولا حتى بفتح معابر تجارية مع النظام المجرم .

إن أعمال النظام التركي أصبحت واضحة جداً تجاه ثورتنا المباركة كوضوح الشمس في رابعة النهار ، باشتراكه وانخراطه في تنفيذ مخططات أمريكا المجرمة في وأد الثورة ، وإن الثائرين من أهل الشام كان لهم قرارهم ، وهو الوقوف بالمرصاد لمن يريد بيع الثورة وتضحياتها ، فعبروا عن رفضهم القاطع لأي عمل يجر بشكلٍ أو بآخر إلى التطبيع مع نظام الإجرام .

فلم يبق إلا استعادة قرار أصحاب القوة من مجاهدين وثوار في المناطق المحررة ، بقطع حبال الغرب المجرم ، وبمقدمتها يد الداعم التركي والانقلاب على أدواته من قيادات الفصائل المرتبطة ، الذين أصبحوا مطية لقرارات المخابرات التركية والأمريكية ، يطبقون ما يمليه عليهم أعداء الثورة ، من تجميد للجبهات وتسليم للمناطق واعتقالات بحق الثوار الصادقين الرافضين للمصالحات بأشكالها مهما تنوعت ، ومن ثم الاعتصام بحبل الله المتين تحت قيادة سياسية صادقة واضحة من صلب الثورة لتقود الثائرين للخلاص ، بإسقاط نظام الإجرام بعقر داره دمشق وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه ، فبه وحده خلاصنا وفوزنا في الدنيا والآخرة .

======
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
أحمد زكريا الضلع