عندما خرجت ثورة الشام في بدايتها من بيوت الله، وكان قرارها حراً، حمل الثوار السلاح الخفيف للدفاع عنها فحررت المناطق وكانت الفتوحات في عموم مناطق سوريا، حتى وصلت نسبة المحرر إلى 80 %، لكن بعد أن تدخلت الدول وتشكلت الفصائل وغرف العمليات المخابراتية بحجة دعم الثورة، كان ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، هدفها احتواء الثائرين وإغلاق الجبهات ورهن القرار العسكري لغرف المخابرات.
وفي موازاة ذلك عقدت المؤتمرات التآمرية، جنيف وأستانا وسوتشي. فسُلب القرار العسكري وبدأ تسليم المناطق للنظام المجرم، بعد تعمد فتح معارك المحور الواحد لاستنزاف المجاهدين، وإغلاق جبهات الساحل ودمشق لحماية النظام المجرم. وما إغلاق الجبهات منذ سنوات، باستثناء إغارات فردية، إلا ذر للرماد في العيون وامتصاص لغضب الناس المطالبين بفتح الجبهات.
فحري بالثوار والمجاهدين الصادقين أن يرتبوا صفوفهم خارج عباءة المنظومة الفصائلية وقادتها المرتبطين، ليكون قرارنا بأيدينا لا بأيدي الأعداء، وعليه، فلا خيار إلا استعادة القرار العسكري، الذي يعني كسر الخطوط الحمراء وفتح جبهات حقيقية ضد النظام المتصدع، في الساحل كمقدمة للوصول إلى دمشق بإذن الله.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود أبو حسن