بعد أن تحررنا من النظام البائد الذي زرع الخوف في نفوس الناس لعقود، بأساليب شتى: التشويه والتضليل، قطع الأرزاق، فقدان المكانة الاجتماعية، التهديد والوعيد بالقمع والسجن والتعذيب، نجد اليوم، وللأسف، بعض المنتفعين من الغرب، ممن كانوا في صفوفنا يشاهدون موتنا وهم صامتون، يحاولون إعادة زرع مقدمات هذا الخوف، وكأننا انتصرنا خوفًا!
يطرحون الخوف من أمريكا، أو من كيان يهود، أو من قرارات دولية…
ويخوفوننا تارة بأسلحة فتاكة، تارة بجيوش جرارة، تارة بالحصار الاقتصادي، وتارة بحروب لا تبقي ولا تذر.
وأنتم تعلمون وتوقنون أن انتصارنا لم يكن خوفًا بل كان ثباتا وإصرارا وتضحية، وهذه الاطروحات التي يرددها الخانعون دائما هي مجرد محاولات لإدخال الخوف من المجهول في نفوسنا من جديد.
إنه أسلوب سياسي خبيث يخطط له من يريد أن يسود على شؤون بلادنا، يسرق خيراتها، ويقمع كل من لا يخاف في الله لومة لائم، ويقف ضد هذه الأطروحات.
الغرب يعلم تمامًا أن المسلمين عامة، وأهل الشام خاصة، حين يعزمون على أمر، لا يخافون في الله لومة لائم.
لذلك فالغرب وأذنابه يحاولون جاهدين إعادة الناس إلى حظيرة الخوف، للقبول بكل ما يُملى علينا من تعليمات جائرة، ونهب وسلب وظلم وذل وهوان، ونحن تحررنا من كل ذلك بعد عهدين من الألم في عهد المجرمين حافظ وبشار.
لكن أهل الشام هم من أسقط حكم الأسد، وكسروا كل حواجز الخوف للوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم بمعية الله ونصره.
فلا ينبغي السماح للغرب أن يعود للسيطرة علينا من جديد.
الخوف من المجهول لا يغير الواقع، بل يسلط علينا من لا نريد.
ومن يتجاوز خوفه يعرف كيف يرى العالم ونفسه ببصيرة حرة، منبثقة من عقيدتنا، ويعود ليصنع مجده ومجد الخلفاء الراشدين، بعقل واعٍ وإرادة حرة مستقلة.
قال الله تعالى: (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
أحمد زكريا الضلع