الخبر:
نقلت الجزيرة نت بتاريخ 2016/05/25م أن قائدا جيش الإسلام وفيلق الرحمن بسوريا وقّعا وثيقة لتنظيم تحرّكاتهما. وتضمّنت الوثيقة نقاطا أبرزها وقف إطلاق النّار وتحريم الاحتكام إلى السّلاح وإطلاق سراح المعتقلين وفتح الطرقات أمام المدنيين وإرجاع الممتلكات إلى أصحابها.
التعليق:
إذا كان الخبر دقيقا من ناحية غلق الطرقات أمام المدنيين وحجز ممتلكات الناس وقتلكم للمدنيين جرّاء اقتتالكم فلا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، أهل سوريا يكفيهم وزيادة ما يذوقونه من ويلات وتنكيل على يد النظام السوري وأذنابه ويتنظرون منكم أن تسقطوا هذا النظام. بل الأمة كلها تنتظر ذلك.
وقف الاقتتال خطوة في الاتجاه الصحيح وحتى تكون هذه الخطوة صلبة، لا بدّ من قطع الأسباب التي أدّت إلى هذا الاقتتال وهي الارتباط بالهيئات الدولية والأنظمة الصديقة وغير الصديقة وقبول المال السياسي القذر والدعم السياسي والعسكري.
ارجِعوا إلى شعار الثورة "ما لنا غيرك يا الله"، فكلهم لا يريدون إسقاط نظام بشار ولا يريدون نظاما إسلاميا يحل محل العلمانية. إن الارتباط بغير الله وقبول الدّعم المادي والعسكري والسياسي أفقد الثوار قرارهم المستقل وأوقفهم عن التقدّم نحو دمشق لإسقاط النظام وجعل منهم أمراء حرب يتقاتلون على مناطق النفوذ وتوسيعها. وهذا كله انحراف عن مسار الثورة وبُعد عن ثوابتها وهذا ما تريده أمريكا.
أتظنون أن الدول المجاورة تدعمكم لإسقاط النظام العلماني في سوريا وإقامة نظام إسلامي على أنقاضه ـ خلافة راشدة على منهاج النبوة ـ يعصف بعد ذلك بعروشهم؟ ما لكم كيف تفكرون؟!
فإذا أصرّ القادة على الاقتتال مرّة أخرى أو انحرفوا عن أهداف الثورة، وجب على الأتباع عدم الطاعة ـ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ـ والتخلص من هكذا قادة لأن حرمة الاقتتال معلومة مهما كان سبب الاختلاف. ارجِعوا إلى الآيات والأحاديث التي تحرم اقتتال المسلمين فيما بينهم والتي ساقها لكم الأخ الأستاذ أحمد عبد الوهاب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا في مقال له على جريدة الراية بتاريخ 2016/05/25م. ولا يُتَصوّرُ عقلا أن يتنزّل النصر على فصائل تتقاتل فيما بينها.
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/37483